Monday, June 16, 2014

المتكبر

بسم الله الرحمن الرحيم

أسماء الله الحسنى

( المتكبر) جل جلاله


ثبوت اﻻسم 

ورد اسمه سبحانه ( المتكبر ) في القرآن مرة واحدة وذلك في قوله تعالى
: 
)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) سورة الحشر :23
🌿 وفي السنة في قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله -عزوجل- أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك ...) رواه الإمام أحمد وصححه أحمد شاكر.


معناه في اللغة 

المتكبر اسم فاعل من تكبر يتكبر تكبرا ،
وهو العظيم المتعالي، المتفرد بالعظمة والكبرياء.
وهذه الصفة لا تكون إلا لله خاصة؛
💥فالله عزوجل هو وحده الذي يستحق أن يقال له المتكبر .

 معناه في حق الله تعالى

(المتكبر) العظيم ذو الكبرياء، المتعالي عن صفات خلقه، المتكبر عن عتاتهم .والكبرياء: العظمة والملك .وقيل : هي عبارة عن عن كمال الذات ، وكمال الوجود ، ولا يوصف بها على سبيل المدح إلا الله.

فالمتكبر اسم يدل على وصفه سبحانه وتعالى بالتكبر والكبرياء ويناسبه ما نقول من لفظة نكررها (الله أكبر )
التكبير هو من معاني الكبير والمتكبر .

نأتي لمعنى التاء في المتكبر:
التاء في اسم الله (المتكبر ) للتفرد والإختصاص.
التاء عندما تدخل على بعض الكلمات معناها أن الإنسان الموصوف بهذا الوصف يفعل فعلاً ليس لائقا له ويلبس لبسا ليس لبسه مثال:
تتفاخر - تتعالى -  فالتاء هذه تدل على التعاطي والتكلف ، فهو ليس أهلا للتفاخر وليس أهلا للعلو. 
🔎
فالتاء في حق الخلق للتعاطي والتكلف.
🔎
والتاء في حق الله للتفرد والإختصاص.
من اسم الله ( المتكبر) التاء للتفرد ،
فالكبرياء وصفه سبحانه وتعالى الذي لا يليق إلا به ، لذا سيأتي الوعيد الشديد للمتكبرين وعقوبتهم المعجلة والمؤجلة.

الأقوال في معنى المتكبر
💫قال قتادة:هو الذي تكبر عن كل سوء
💫
وقال:
هو الذي تكبر عن السيئات
💫
وقال :
هو الذي تكبر عن الشر
💫
وقال:
المتعظم عن السوء.
🔎 فتكبر يعني تعظم ، تعالى، وارتفع .


المتكبر يعني المترفع عن كل سوء
والمترفع عن كل شر
والمترفع عن السيئات.
إذاً لا يصدر منه إلا كل خير، إلا كل ود لعباده ، إلا كل إرادة لتطهيرهم وإصلاحهم.
لأنه الرب الذي يربي عباده ويصلحهم بما يجري عليهم من أقدار هذه الأقدار تدفعهم إلى باب ربهم.
فكل ما يجري عليك صدر من متكبر مترفع عن السوء وعن الشر،
🔎
إذا ما سيقع عليك ما وصفه؟ وصفه كله خير.
عندما تقول (كله خير) هذا الخير عند أهل الدنيا يتفاوت حسب الهوى ، فالخير الذي يأتي لك يكون شر بالنسبة لغيرك
             

💫ليس هذا معنى الخير الذي ترضى به عن الله.
ولكن ما نراه شر بمقياس عقولنا كيف نعالجه؟ 
أولا عندما تنزل الأقدار لابد أن نعالجها بالرضا،  
لما ترضى عن الله وتعلم أنه لا يصدر منه إلا كل خير ستقول لنفسك : أكيد لم أفهم الموضوع ولم أعرف ما وراء هذا الأمر.
مقتبس بتصرف من دروس أستاذة أناهيد السميري (حفظها الله(

*مازلنا مع معنى الاسم في حق الله تعالى*


🔺قال الخطابي:المتكبر: المتعالي عن صفات خلقه ، 
🔺ويقال: هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم .
🔺والتاء في المتكبر: تاء التفرد والتخصص بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف).
مما سبق من نقولات يمكن فهم معنى اسمه سبحانه ( المتكبر ) في المعاني التالية:
المتكبر والمتنزه عن كل سوء وشر .
المتكبر عن عتاة خلقه وجبابرتهم إذا نازعوه العظمة فيقصمهم.
المتكبر عن ظلم عباده فلا يظلم أحدا .
المتكبر والمتعالي عن صفات خلقه فلا شيء مثله .
الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير.
🌿 وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
  
يقول الله عزوجل :- العز إزاري ، والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته (رواه مسلم)
🌿 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح ربه سبحانه ويثني عليه في ركوعه وسجوده بهذا الدعاء :سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (رواه النسائي وصححه اﻷلباني)

🔎ولله الأسماء الحسنى
عبدالعزيز بن ناصر الجليل
.


 من آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المتكبر)

إمتلاء القلب بخلق التواضع لله تعالى بتوحيده وعبادته ،
💫 والانقياد للحق الذي جاء في كتابه سبحانه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، 
والتواضع لعباد الله وعدم التكبر عليهم ، والبعد عن ظلمهم وهضم حقوقهم .
🔶 قال صلى الله عليه وسلم : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس )رواه مسلم. 
بطر الحق: أي رده
غمط الناس: أي إحتقارهم
🔶 وبقدر مافي القلب من تعظيم الله تعالى والإيمان بكبريائه وجلاله يكون التواضع للحق وترك إحتقار الخلق.

🔶  كيف يكون التواضع للحق:
 يكون  : 
بالتواضع للدين والإنقياد لما جاء به النبي صلى الله عليه  وسلم، والإستسلام له ، والإذعان له .
             
🔶
وكيف يكون ذلك ؟
بثلاث أشياء :
🔶 الأول 🔶
أن لا يعارض شيئا مما جاء به ، والناس في معراضاتهم للنصوص أربعة أقسام:
أهل الكبر من المتكلمين الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة وقالوا إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل.
المتكبرين من المنتسبين إلى الفقه - قالوا: إذا عارض القياس والرأي النصوص ، قدمنا القياس على النص .
المتكبرين من الولاة والأمراء الجائرين - إذا تعرضت عندهم الشريعة والسياسية ، قدموا السياسة ولم يلتفتوا إلى حكم الشريعة
*  
فهؤلاء الأربعة هم أهل الكبر.*
والتواضع:التخلص من ذلك كله.

🔶الثاني 🔶
في الاستسلام و الإنقياد لما جاء به الوحي:
أن لا يتهم دليلاً من أدلة الدين فيظنه فاسد الدلالة أو ناقص الدلالة،  أو أن غيره كان أولى منه.
🔶 ماذا يفعل إذا عرض عليه شيء من ذلك؟
عليه أن يتهم فهمه ، وليعلم أن الآفة والبلية فيه ؛
وليعلم أن لعظمته وشرفه استعصى عليك ، وأن تحته كنزا من كنوز العلم ، لم تؤت مفاتحه بعد .
🔶 ما موقفنا من آراء الرجال المخالفة لنصوص الوحي؟
القول كما قال الشافعي رحمه الله تعالى :( أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يحل له أن يدعها لقول أحد (

🔶 الثالث 🔶
أن لا يجد إلى خلاف النص سبيلا البتة ، لا بباطنه ولا بلسانه ولا بفعله ولا بحالهفهذا الخلاف داع إلى النفاق ، وهو الذي خافه الكبار والأئمة على أنفسهم.
من كلام ابن القيم عن التواضع للحق وصور الناس فيه بتصرف

*نواصل آثار الإيمان بالاسم

الخوف من الله عزوجل
والحياء منهمما يكن له الأثر
في المبادرة إلى طاعته فيما أمر به ،
واجتناب ما نهى عنه وزجر ،
والإخلاص له سبحانه في ذلك
، وتعظيم أمره ، و الإنقياد لحكمه .
اليقين بأنه ما من متكبر وطاغية إلا وسيقصمه الله عزوجل ، في الدنيا والآخرة ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الجبارون يوم القيامة أمثال الذر يطأهم الناس )مسند الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
وهذا يثمر في قلب المؤمن عدم الاغترار بقوة الكافر وجبروته ؛ 
فإن الله عزوجل فوقهم وقاصمهم إذا أخذ المؤمن بأسباب النصر وشروطه.

ولله الأسماء الحسنى
عبدالعزيز بن ناصر الجليل

والناس في معارضتهم للنصوص أربعة أقسام :
المتكبرين من المنتسبين إلى التصوف والزهد ،
🚫فإذا تعارض عندهم الذوق والأمر ، قدموا الذوق والحال ولم يعبؤوا بالأمر.

من كلام ابن القيم

1 comment:

  1. معنى المتكبر صفة لله غير معنى المتكبر صفة للبشر، معنى المتكبر صفة لله معنيان: الأول: هو الذي يبقى أكبر من كل كبير. والثاني: هو الذي يتكبر على المتكبرين. ومن ثم فإن الصفة هنا هي صفة على سبيل المشاكلة أو الجزاء، بمعنى أن الله يعاقب المتكبرين. وبما أن المعنى مختلف فلا مجال للقول بأن المتكبر صفة مدح في حق الله، وصفة ذم في حق البشر. وما ذكره العلماء من معان كلها متكلفة، باستثناء من قال بأن المتكبر هو الذي يتكبر على عتاة خلقه، فهو الأقرب للصواب. لكن ما ذكروه من المعاني الأخرى له مزية، ألا وهي محاولة صرف معنى المتكبر بالنسبة لله عن معناه بالنسبة للبشر، والله أعلم بالصواب.

    ReplyDelete