Sunday, June 8, 2014

العظيم " جل جلاله "

 العظيم " جل جلاله "


ثبوت اﻻسم :

ورد هذا اﻻسم الكريم في القرآن الكريم ( ٦ ) مرات :
💠قوله تعالى :
َ (ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة البقرة : 255 ]
💠 وقوله تعالى :
(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة الشورى : 4]
💠وقوله:
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [سورة الواقعة : 96]
وقد تكررت هذه اﻵية في سورة الواقعة:74 --وسورة الحاقة 52
💠وقوله تعالى :
(إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) [سورة الحاقة : 33]

وفي السنة :
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسبح بهذا اﻻسم في الركوع وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:
(... ألا وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا, فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ عز وجل وأما السجودُ فاجتهدوا في الدعاءِ فقَمِنٌ أن يستجابَ لكم.) رواه مسلم.
فإن الذكر الواجب في الركوع هو قول ( سبحان ربي العظيم ).
ومن السنة أيضاً:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجدَ قال : ( أعوذُ باللهِ العظيمِ ، وبوجهِهِ الكريمِ ، وسلطانِهِ القديمِ ، منَ الشيطانِ الرجيمِ ، وقال : إذا قال ذلِكَ حُفِظَ منه سائرَ اليوم)
رواه أبو داود وصححه اﻷلباني. ِ
ومن السنة أيضاً :
ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو عند الكرب فيقول:
" لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ . لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيمُ . لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمُ " ). 
متفق عليه.


معنى اﻻسم في اللغة:

العظيم صفة مشبهة لمن اتصف بالعظمة ، فعله عظم يعظم عظما فهو عظيم، أي كبر وفخم وعلت مكانته ، فهو عظيم الشأن كبير القدر ،
والتعظيم : التبجيل، 
والعظمة : الكبرياء، 
والعظيم يطلق لمعنيين :
أحدهما: 
عظم اﻷجسام وكثرة أجرامها .
الثاني:
العلو ، والقدر ، ورفع المنزلة .
فيستعمل للمحسوس، والمعقول ، ومنه عظيم القوم : من له العظمة والرياسة منهم.
و الله -عزوجل- هو العظيم الذي جاوز قدره حدود العقل ، وجل عن تصور اﻹحاطة بكنهه وحقيقته ، فهو العظيم الواسع ، الكبير في ذاته وصفته. 



معناه في حق الله تعالى:
الله -جل جلاله- هو  العظيم على اﻹطﻻق   الذي له العظمة فهو تعالى أعظم من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله،

العظيم في ذاته:
التي ليس كمثلها شيء؛ فمن عظمته أن السموات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره،
وفي لفظٍ عنه :( ما السمواتُ السبعُ والأرَضونَ السبعُ وما فيهن وما بينهن في يدِ الرحمنِ إلا كخَرْدلةٍ في يدِ أحدِكم)الراوي:- المحدث:ابن تيمية المصدر:مجموع الفتاوى.
وقال صلى الله عليه وسلم :
(ما السمواتُ السبعُ في الكرسيِّ إلا كحَلْقةٍ مُلقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ ، و فضلُ العرشِ على الكرسيِّ كفضلِ تلك الفلاةِ على تلك الحلْقة) صححه اﻷلباني. ِ
فإذا كانت هذه العظمة في الكرسي والعرش وهي من مخلوقاته ، فكيف بعظمة الله تعالى الذي له المثل الأعلى،  الذي استوى على عرشه ، وعﻻ فوق جميع خلقه سبحانه.

العظيم في صفاته:
فهو موصوف بكل صفة كمال ، له فيها من الكمال أكمله، وأعظمه، وأوسعه، فهو العظيم في كل شيء ، عظيم في رحمته، عظيم في قدرته،  عظيم في هباته وعطائه،  فهو العظيم المطلق فﻻ أحد يساويه،  وﻻ عظيم يدانيه.

العظيم في أفعاله:
ﻷنها تنبني عن سعة الحكمة ، والعدل، والفضل، والمشيئة واﻹرادة النافذة ، المنفردة عن المعين والشريك والنصير.


الصفة من اسم العظيم:

الصفة المشتقة من اسمه سبحانه ( العظيم ) صفة {العظمة} وهي صفة من صفات الله الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة، 
قال تعالى :
(
إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) [سورة الحاقة : 33]
ومن السنة :
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:
(. . ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) .رواه البخاري

 معاني التعظيم  
اعلم أن معاني التعظيم الثابته لله وحده نوعان :

المعنى اﻷول من معاني التعظيم:أنه موصوف بكل صفة كمال ، وله من ذلك الكمال أكمله ، وأعظمه، وأوسعه، فله العلم المحيط ، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة،
💠 
قال تعالى :
(
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الزمر : 67].
فسووا هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم، الذي من عظمته الباهرة، وقدرته القاهرة، أن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن، وأن السماوات - على سعتها وعظمها - مطويات بيمينه، فلا عظمه(بتشديد الظاء)  حق عظمته من سوَّى به غيره، ولا أظلم منه.
{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي: تنزه وتعاظم عن شركهم به.
💠 وقال:
(
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [سورة فاطر : 41]
فالله تعالى من كمال قدرته، وتمام رحمته، وسعة حلمه ومغفرته،  يمسك السماوات والأرض عن الزوال، فإنهما لو زالتا ما أمسكهما أحد من الخلق، ولعجزت قدرهم وقواهم عنهما.
ولكنه تعالى، قضى ذلك ليحصل للخلق القرار، والنفع، والاعتبار
 وليعلموا من عظيم سلطانه وقوة قدرته، ما به تمتلئ قلوبهم له إجلالا وتعظيما، ومحبة وتكريما، وليعلموا كمال حلمه ومغفرته.
💠 وقال :
(
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الشورى : 5]
فالسماوات على عظمها وكونها جمادا،تكاد أن تتفطر من عظمته سبحانه وَالْمَلَائِكَةِ  الكرام المقربون خاضعون لعظمته، مستكينون لعزته، مذعنون بربوبيته. { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } ويعظمونه عن كل نقص، ويصفونه بكل كمال، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ } .

المعنى الثاني من معاني التعظيم:أنه ﻻ يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله تعالى،
 فيستحق - جل جلاله - من عباده أن يعظموه بقلوبهم ، وألسنتهم، وجوارحهم،  وذلك:
ببذل الجهد في معرفته ومحبته ، والذل له ، واﻹنكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه،

وإعمال اللسان بالثناء عليه ، قيام الجوارح بشكره وعبوديته،
 ومن تعظيمه سبحانه وتعالى:
تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال:
💠
قال تعالى :
(
ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [سورة الحج : 32]
💠
وقال :
(
ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۗ ) [سورة الحج : 30]
 
ومن تعظيمه : أن ﻻ يعترض على شيء مما خلقه أو شرعه.


 ومن دواعي تعظيمه سبحانه: التفكر في عظمة خلقه سبحانه ، ودقة صنعه في اﻵفاق واﻷنفس، والتفكر في قهره وقصمه للجبابرة ، والمستكبرين الغابرين.

أشياء تخالف تعظيم الله

 ما عظم الله من ذبح بقصد تعظيم المذبوح له : 💠قال تعالى :
(
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [سورة الكوثر : 2]
فالصﻻة والنسك عبادتان عظيمتان دالتان على القرب، والتواضع، واﻹفتقار ،وحسن الظن ،وقوة اليقين ، فهما من أجل ما يتقرب به إلى الله تعالى فكما أننا ﻻ نصلي إﻻ لله كذلك الذبح ﻻ نتقرب به إﻻ لله ، فالذبح بقصد التقرب عبادة ﻻ تصرف لغير الله تعالى.
💠قال تعالى : 
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [سورة اﻷنعام : 163-162]


 صور الذبح المحرم:
أن يذبح للقادم تقربا له:
فهذا شرك أكبر يخرج من الملة ومحبط للعمل وإذا مات العبد من غير أن يتوب إلى الله منه فصاحبه مخلد في النار.ومثله من تقرب بالذبح لصاحب قبر.
 أن يذبح لله عند قدومه وإقباله: بأن يستقبله بذلك ، فهذا بدعي ومحرمات.
أن يذبح للجن دفعا ﻷذاهم ، كما لو ذبح عند نزول البيت أو بنائه أو غير ذلك، فهذاشرك أصغر ، إن لم يظن أن لهم تصرفا في الكون، أما إن ظن أن لهم تصرفا وأنهم يضرون من تلقاء أنفسهم ﻻ بإرادة الله ، فهذاشرك أكبر.

ما عظم الله من حلف بغير الله:
فقد ورد في الحديث:
سمعَ ابنُ عمرَ رجلًا يحلفُ لا والكعبةِ فقالَ لَه ابنُ عمرَ :
إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ :( من حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أشرَك ) رواه أبو داود وصححه اﻷلباني. 
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله : ( وقد كثر من الناس اليوم من يحلف بغير الله ، كمن يحلف باﻷمانة ، أو يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم،  أو يقول : وحياتي وحياتك يا فﻻن وما أشبه هذه اﻷلفاظ وقد ورد في اﻷحاديث النهي عن الحلف بغير الله عزوجل،  واعتباره كفرا أو شركا ، ﻷن الحلف بالشيء تعظيم له ، والذي يجب أن يعظم ويحلف به هو الله عزوجل والحلف بغيره شرك وجريمة عظمى .
ومن تعظيم الله أن ترضى إذا ما حلف ( بضم الحاء) لك بالله، للحديث:
.
عن ابن عمر رضي الله عنهما:
سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يحلِفُ بأبيهِ فقالَ:( لا تحلِفوا بآبائِكُم مَن حلفَ باللَّهِ فليصدُقْ ومَن حُلِفَ لَه باللَّهِ فليرضَ ومَن لم يرضَ باللَّهِ فليسَ منَ اللَّه)ِ
رواه ابن ماجه وصححه اﻷلباني.

 ما عظم الله من تطلعت نفسه لثناء الخلق عليه في عبادته لله ، وقد توعد الله تعالى المرائين بالويل ،
قال تعالى :
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَوَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [سورة الماعون : 7-4].
كما أخبر تعالى أن الرياء من صفات المنافقين،
💠قال تعالى :
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]
وفي الحديث القدسي :َ
(قال اللهُ تباركَ وتعالَى : أنا أغنَى
الشركاءِ عن الشركِ . مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي ، تركتُه وشركُه) رواه مسلم.


 ومن اﻷلفاظ التي لا يجوز أن تقال في حق الله تعالى تعظيما لشأنه:

💠 اﻹقسام على الله إذا كان على جهة الحجر عليه أن ﻻ يفعل الخير، لما ورد في الحديث:
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أنَّ رجلًا قال : واللهِ ! لا يغفِرُ اللهُ لفلانٍ .
وإنَّ اللهَ تعالَى قال : من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ ؟! فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍ وأحبطتُ عملَك ). رواه مسلم. 
والتألي من اﻷلية - بتشديد الياء -وهي اليمين ، ومعنى (يتألى):يحلف،
فهذا الرجل أساء اﻷدب مع الله ، وحكم عليه، وقطع عليه أنه ﻻ يغفر لهذا المذنب ، وهذا من جهله بمقام الربوبية، واغتراره بنفسه وعمله ، فعومل بنقيض قصده ، وغفر لهذا المذنب بسببه ، وأحبط عمله بسبب هذه الكلمة السيئة التي قالها، مع أنه كان عابدا .
قال أبو هريرة رضي الله عنه: (تكلم بكلمة اوبقت دنياه وآخرته)
رواه أبو داود.
 ما عظم الله من أكثر من الحلف بالله. 
💠قال تعالى :
ْ (ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ َ) 
[سورة المائدة : 89]
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( يريد ﻻ تحلِفوا  ) ﻷن كثرة الحلف تدل على اﻻستخفاف بالله ، وعدم التعظيم له.
وعن سلمان رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(ثلاثةٌ لا يَنظرُ اللهُ إليهِمْ يومَ القِيامةِ ؛ و لا يُزكِّيهِمْ ؛ و لَهُمْ عذابٌ أليمٌ : أُشَيْمِطٌ زانٍ . و عائِلٌ مُستكْبِرٌ ، ورجلٌ جعلَ اللهَ بِضاعتَهُ لا يَشترِي إلَّا بِيمينِه ، و لا يَبيعُ إﻻ بيمينه) رواه الطبراني بسند صحيح. 
( جعل الله بضاعته)؛ اي:حعل الحلف بالله بضاعته.

ما عظم الله من سأل بوجه الله شيء من عرض الدنيا:
عن جابر رضي الله عنه؛ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
لا يُسألُ بوجهِ اللهِ إلَّا الجنَّة)ُ
الترغيب والترهيب للمنذري :صحيح. 
فﻻ يسأل بوجه الله ما هو حقير من حوائج الدنيا، وإنما يسأل به ماهو غاية المطالب، وهو الجنة أو  ما هو وسيلة إلى الجنة مما يقرب إليها من قول أو عمل.

ما عظم الله من رد من سأله بالله:
عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
مَنِ استعاذَ باللَّهِ فأعيذوهُ ومن سألَ باللَّهِ فأعطوهُ ومَن دَعاكم فأجيبوهُ ومن صنعَ إليكُم معروفًا فَكافئوهُ فإن لم تجِدوا ما تُكافئونَه فادعوا لَه حتَّى تَروا أنَّكُم قد كافأتُموه)ُ
صحيح أبي داود.
ﻷن في عدم إعطاء من سأل بالله عدم إعظام لله ، وعدم إجﻻل له.

ما عظم الله من نسب نعم الله إلى غيره
💠قال تعالى :
(
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) [سورة النحل : 83]
قال مجاهد ما معناه:(هو قول الرجل:هذا مالي ورثته عن آبائي)،
وقال عوف بن عبد الله:( يقولون لوﻻ فﻻن لم يكن كذا). قال أبو العباس - بعد الحديث القدسي :الذي رواه زيد بن خالد ، قال:
خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الحديبيةِ ، فأصابَنا مطرٌ ذاتَ ليلةٍ ، فصلى لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبحِ ، ثم أقبلَ علينا، فقال : (أتدرون ماذا قال ربُّكم ؟ )قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . فقال :( قال اللهُ : أصبَحَ مِن عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ بي ، فأما مَن قال : مُطِرْنا برحمةِ اللهِ وبرزقِ اللهِ وبفضلِ اللهِ ؛ فهو مؤمنٌ بي ، كافرٌ بالكوكبِ . وأما مَن قال : مُطِرْنا بنجمِ كذا وكذا ، فهو مؤمنٌ بالكوكبِ كافرٌ بي(.
قال أبو العباس بعد هذا الحديث :( وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به . قال بعض السلف هو : كقولهم كانت الريح طيبة والمﻻح حاذقا. .ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير).
💠فالواجب التادب في اﻷلفاظ التي فيها إخﻻل بالتوحيد وعدم تعظيم لله تعالى.

من آثار اﻹيمان باسمه العظيم:

أن يعظم المؤمن ربه تعالى التعظيم كله ، في قلبه ، ولسانه ، وجوارحه ،
 وتعظيمه تعالى يكون بالخشوع والخضوع له ، والاستكانة والتذلل لعظمته وجبروته، ومحبته ، وإفراده وحده بالعبادة ، ولذا شرعت الصﻻة كلها تعظيم لله تعالى،  وخضوع لعظمته، وإفراده وحده بالعبادة.

تعظيم الله في الركوع:
فالصﻻة كلها تعظيم لله تعالى، لكن في الركوع أخص لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:( أما الركوع :فعظموا فيه الربَّ).
فالعبد يخضع للمعبود سبحانه بالركوع خضوعا لعظمته واستكانة لهيبته وتذللا لعزته، فيثني العبد له صلبه ويضع له قامته وينكس له رأسه ويحني له ظهره معظما له ناطقا بتسبيحه المقترن بتعظيمه ، فاجتمع له خضوع القلب وخضوع الجوارح، وخضوع القول ، على أتم اﻷحوال ، وجمع له هذا الذكر أن الخضوع وصف العبد، والعظمة وصف الرب.
وتمام عبودية الركوع أن يتصاغر العبد ويتضاءل بحيث يمحو تصاغره كل تعظيم منه لنفسه ، ويثبت مكانه تعظيمه لربه ، وكلما استولى على قلبه تعظيم الرب إزداد تصاغره هو عند نفسه ، فالركوع للقلب بالذات والقصد ، والجوارح بالتبع والتكملة.
فالركوع هو محل التعظيم والتقديس واﻹجﻻل والتنزيه ،
وهذا التعظيم هو اعتراف بعظمة الله ومدح وثناء على الله ومناجاة له بهذه الكلمات ابتغاء رحمته ومحبته ورضوانه.


 حول معنى
     ( سبحان ربي العظيم )
والتسبيح في اللغة من السبح تقول سبحت في اﻷرض أي بعدت فيها،
وتسبيح الله : تنزيهه من السوء وتبعيده منه ،
وجماع معنى التسبيح : بعده تبارك وتعالى أن يكون له مثيل أو شريك أو ند .
فالله تعالى هو المعظم المنزه من صفات النقص المنزه عن كل سوء ، المنزه عن الشريك،  المنزه عن أن يماثله أحد أو يقاربه في شيء من الكمال، المنزه عن كل ما ﻻ يليق بألوهيته ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ). [ الشورى : 11 ].
فعندما أقول (سبحان ربي العظيم ): أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص ، أقوله وأنا مستحضرة كل تلك المعاني للتنزيه والتعظيم حتى يتوافق القول مع القلب والحال.
و الركوع ﻻ يتم إﻻ بالطمأنينة التي هي ركن من أركان الصلاة ، وقد تضافرت اﻷدلة على ذلك:
منها الحديث :
(
أسوأُ النَّاسِ سرِقةً الَّذي يَسرِقُ مِن صَلاتِه . قالوا : يا رَسولَ اللهِ كيفَ يَسرِقُ من صلاتِه ؟ قال : لا يُتِمُّ رُكوعَها و لا سُجودَها ( أو قال : لا يُقِيمُ صُلْبَه في الرُّكوعِ و السُّجود).صححه اﻷلباني. ِ
والحديث:
قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - (لا يَنْظُرُ اللهُ – عز وجل – إلى صلاةِ عبدٍ لا يُقيمُ فيها صُلبَه بين ركوعِها وسجودِها )
صححه اﻷلباني. 

ومن تعظيمه سبحانه نفي الشركاء واﻷنداد عنه.
💠 قال تعالى :
(
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة اﻹخلاص : 4]
💠وقال:
(مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) [سورة نوح : 13]
ومن تعظيمه سبحانه إثبات  ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من اﻷسماء والصفات الجليلة ، وتنزيهه سبحانه عن مشابهة أحد من خلقه.
💠قال تعالى :
( ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة الشورى : 11]

ومن تعظيمه سبحانه تعظيم أمره ونهيه،  وتعظيم الكتاب والسنة واﻻستسﻻم لهما وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم برأي أو اجتهاد.
💠قال تعالى :
(
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [سورة النساء : 65]
 تعظيم شعائر الله وحرماته
💠قال تعالى :
(ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [سورة الحج : 30]
فمن تعظيم شعائر الله تعظيم الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد واﻷمر بالمعروف والنهي عن،وغيرها من شعائر الله تعالى وفرائضه. 
ومن تعظيم حرمات الله تعظيم مناهيه واجتنابها ، الكبائر والمحرمات ، فاجتناب محارم الله دليل على تعظيم الله وتوقيره ،
فتعظيم اﻷمر والنهي دليل تعظيم لصاحب اﻷمر والنهي ، وبحسب هذا التعظيم يشهد له باﻹيمان والبراءة من النفاق.

من عﻻمات التعظيم لﻷوامر : 
رعاية أوقاتها وحدودها ، والتفتيش عن أركانها وواجباتها وكمالها ، والمسارعة إليها عند وجوبها ، والحزن والكآبة واﻷسف عند فوت حق من حقوقها .

 وأما عﻻمات تعظيم المناهي  :
الحرص على التباعد من مظانها  وأسبابها ، وما يدعو إليها ،
من عﻻمات تعظيم النهي:
أن يغضب لله عزوجل إذا انتهكت محارمه ، وأن يجد في قلبه حزناً وحسرة إذا عصي الله تعالى في أرضه ولم يستطع هو أن يغير ذلك. 
ومن عﻻمات تعظيم اﻷمر والنهي أن ﻻ يسترسل مع الرخصة إلى حد يكون صاحبه جافيا غير مستقيم على المنهج الوسط .
ومن عﻻمات تعظيم اﻷمر والنهي:أن ﻻ يحمل اﻷمر على علة تضعف اﻹنقياد والتسليم ﻷمر الله عزوجل، بل يسلم ﻷمر الله تعالى وحكمه سواء ظهرت له الحكمة أم لم تظهر .
من آثار اﻹيمان بهذا اﻻسم: تعظيم كتابة سبحانه وعدم التقدم بين يديه ، والتسليم له في كل صغير وكبير، وعدم هجره، ولزوم التحاكم به.

اﻻستعانة بالله وحده وصدق التوكل عليه ، وتفويض اﻷمور إليه مع اﻷخذ باﻷسباب المشروعة ، وعدم الركون إليها ، إنما الركون إلى الكبير المتعال، الذي قهر كل شيء بكبريائه وعظمته.
الخوف منه سبحانه وحده وعدم الخوف من المخلوق الضعيف الذي ﻻ يملك لنفسه ضرا وﻻ نفعا ، فمن استولت عظمة الله على قلبه تبددت كل مخاوفه وحل محلها الشجاعة والطمأنينة، وعدم اﻻنصياع للتهديد والمخاوف.

اﻻقتران مع الأسماء اﻷخرى:

اسمه سبحانه( العظيم) باسمه (العلي(
💠قال تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيّ)ُ الْعَظِيمُ) [سورة البقرة : 255]
💠وقال:
(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة الشورى : 4]
وعن بعض أسرار اقتران هذين اﻻسمين الكريمين يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :( قد شرع الله سبحانه وتعالى ذكر هذين اﻻسمين :( العلي : العظيم ) في الركوع والسجود ،كما ثبت في الصحيح أن لما نزلت :
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [سورة الواقعة : 74]
قال النبي صلى الله عليه وسلم :( اجعلوها في ركوعكم ).
فلما نزلت : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [سورة اﻷعلى : 1]
قال: (اجعلوها في سجودكم).
وقد قرن سبحانه بين هذين اﻻسمين الدالين على علوه وعظمته في آخر آية الكرسي،وفي سورة الشورى ،
يقول ابن القيم:
(
ففي آية الكرسي ذكر الحياة - التي هي أصل جميع الصفات - وذكر معها قيوميته - المقتضية لذاته وبقائه ،وانتفاء اﻵفات جميعها عنه ، من النوم والسنة والعجز وغيرها - ثم ذكر كمال ملكه ،ثم عقبه بذكر وحدانيته في ملكه ، وأنه ﻻ يشفع عنده أحد إﻻ بإذنه، ثم ذكر سعة علمه وإحاطته ، ثم عقبه بأنه ﻻ سبيل للخلق إلى علم شيء من اﻷشياء إﻻ بعد مشيئته لهم أن يعلموه ، ثم ذكر سعة كرسيه؛ منبها به على سعته سبحانه - وعظمته وعلوه ؛ ثم ذكر توطئة بين يدي ذكر علوه وعظمته ، ثم أخبر عن كمال اقتداره ، وحفظه للعالم العلوي والسفلي من غير اكتراث وﻻ مشقة وﻻ تعب ؛ ثم ختم اﻵية بهذين اﻻسمين الجليلين الدالين على علو ذاته وعظمته في نفسه.)
( ولله- عزوجل - صفة كمال من اسمه (العلي)، وصفة كمال من اسمه (العظيم)، وصفة كمال ثالثة من اجتماعهما، فقد حاز العلو بكل أنواعه ، وجمع العظمة بكل صورها ، فهو عظيم في علوه ، عال في عظمته سبحانه، ولعل تقديم اسم (العلي)على(العظيم )من تقديم السبب على المسبب ﻷنه- عزوجل - عظم لعلوه على كل شيء). [نجﻻء كردي]

 اقتران اسمه سبحانه(العظيم) باسمه ( الحليم(
وقد ورد ذلك في دعاء الكرب حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو عند الكرب فيقول : ( ﻻ إله إلا الله العظيم الحليم، ﻻ إله إلا الله رب العرش العظيم، ﻻ إله إلا الله رب السموات ورب اﻷرض ورب العرش الكريم).صحيح البخاري. 

ووجه اﻻقتران بين هذين اﻻسمين الكريمين واضح ، وذلك بأن الله - عز وجل- مع أنه العظيم الجبار المتكبر القاهر فوق عباده فإنه سبحانه الجليل الرحيم الرؤوف بعباده ، والجمع بين هذين اﻻسمين الجليلين يدل صفة كمال وجمال، ؛ فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عنهم ، ويصفح،  ولم يكن حلمه سبحانه عن ضعف وعجز ، بل عن عظمة وقدرة وقهر. [ عبد العزيز بن ناصر الجليل ]
(فعظمته سبحانه يزينها الحلم ، ﻷن الغالب في عظماء البشر وملوكهم ضعف الحلم عندهم ، ﻷنهم يغترون بعظمتهم ، ويبطشون بمن خالفهم وﻻ يحلمون عنه). [ عبد العزيز بن ناصر].

No comments:

Post a Comment