Sunday, June 8, 2014

الملك - المالك - المليك

الملك - المالك - المليك

ثبوت هذه الأسماء
الملك (جل جلاله ):
ورد في القرآن خمس مرات منها:.
قوله تعالى :

(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ).  [سورة طه : 114]
المالك ( جل جلاله ) :
ورد في القرآن الكريم مرتين منها
قوله تعالى :

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران : 26]
المليك ( جل جلاله ) :
لم يرد إﻻ مرة واحدة في:
قوله تعالى :

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ

فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [سورة القمر : 55-54].

وفي السنةالملك:
(، اللهم ! أنت المَلِكُ، لا إلهَ إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدُك، ظلمْتُ نفسي واعترفْتُ بذَنبي،.... )
رواه الترمذي وصححه اﻷلباني.
المالك:
(إنَّ أخنعَ اسمٍ عند اللهِ رجلٌ تَسمَّى ملَكَ الأملاكِ ) زاد ابن أبي شيبة في روايته :( لا مالكَ إلا اللهُ عَزَّ وَجَلّ).َ
رواه مسلم.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰


المعنى في اللغة
💠الملك :
صفة مشبهه للموصوف بالملك ، فعله ملك يملك ملكا فهو ملك،
💠والملك: المتصرف في كل اﻷشياء بأمره ونهيه وهو النافذ اﻷمر في ملكه.
💠والملك: إحتواء الشيء والقدرة التامة الكاملة على التصرف فيه.
المالك:
اسم فاعل من ملك يملك فهو مالك، فالله عزوجل مالك اﻷشياء كلها ومصرفها على إرادته ، ﻻ يمتنع عليه منها شيء ، ﻷن المالك للشيء في كلام العرب هو المتصرف فيه  القادر عليه.
المليك:
من صيغ المبالغة و(الملك )هو :المالك العظيم الملك .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰


المعنى في حق الله تعالى
💠 الملك -المالك - المليك💠
هذه اﻷسماء تدل على ان الله سبحانه ذو الملك أي المالك لجميع اﻷشياء المتصرف فيها بﻻ ممانعة وﻻ مدافعة ،
قال ابن جرير: "الملك :الذي ﻻ ملك فوقه وﻻ شيء إﻻ دونه"
فالله سبحانه وتعالى هو الملك المالك المليك :له الملك كله ، وله الحمد كله ، أزمة اﻷمور كلها بيده ، ومصادرها منه، ومردها إليه، مستوي على عرشه فوق جميع خلقه ، ﻻ تخفى عليه خافية في أقطار ملكه .
〰〰〰〰〰〰
والملك يرجع إلى أمور ثﻻثة
💠
اﻷول💠
:
ثبوت صفات الملك لله تعالى وهي صفات العظمة من:
كمال القوةوالعزةوالقدرة
والعلم المحيطوالحكمة الواسعةونفوذ المشيئة
وكمال التصرفوكمال الرأفة
والرحمةوالحكم العام للعالم العلوي والسفليوالحكم العام في الدنيا والآخرة.

💠قال تعالى :
(
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران : 189]
💠 وقال:
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا)
[سورة الفرقان : 26].
💠وقال:
ۚ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [سورة غافر : 16]

💠الثاني💠
أن جميع الخلق مماليكه وعبيده ، ومفتقرون إليه مضطرون إليه في جميع شؤونهم ؛
ليس ﻷحد خروج عن ملكه ، وﻻ لمخلوق غنى عن إيجاده وإمداده ونفعه  ودفعه ومنه وعطائه. 
💠قال تعالى :
(وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة الزخرف : 85]
💠وقال:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة فاطر : 15]

💠 الثالث💠
أن له التدبيرات النافذة ، يقضي في ملكه بما يشاء ويحكم فيه بما يريد ، ﻻ راد لقضائه وﻻ معقب لحكمه،
فله اﻷحكام القدرية حيث جرت اﻷقدار كلها واﻹيجاد واﻹعداد واﻹحياء واﻹماتة وغير ذلك.

وله اﻷحكام الشرعية حيث أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع وخلق الخلق لهذا الحكم.
وله اﻷحكام الجزائية وهي الجزاء على اﻷعمال خيرها وشرها  في الدنيا والآخرة.

🌕
فالمؤمن بكمال صفات الملك ﻻ يعترض على حكمه القدري وﻻ الشرعي وﻻ الجزائي.
〰〰〰〰〰〰


حقيقة الملك
يقول ابن القيم رحمه الله : { إن حقيقة الملك إنما تتم بالعطاء والمنع واﻹكرام واﻹهانة واﻹثابة والعقوبة والغضب والرضا والتولية والعزل وإعزاز من يليق به العز وإذﻻل من يليق به الذل.
💠
قال تعالى :
(
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران : 26]

💠 وقال ؛
(يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [سورة الرحمن : 29] )
〰〰〰〰〰〰

🌕♻ الفروق بين هذه اﻷسماء :
هذه اﻷسماء تضمنت معاني الكمال في وصف ملكه سبحانه
♻ فالملك : النافذ اﻷمر في ملكه، إذ ليس كل مالك ينفذ أمره أو تصرفه فيما يملكه .
فالملك أعم من المالك.
والمالك : هو المالك لكل شيء المتصرف فيه بفعله يخلق ويرزق ويعز ويذل فهو سبحانه فعال لما يريد ، والله تعالى مالك المالكين كلهم،
💠
فالملك هو الذي يكون له اﻷمر والنهي .
💠
والمالك هو المتصرف بفعله .
💠وقد جمع اسم المليك كﻻ المعنيين فهو سبحانه المالك ﻷعيان خلقه ، المتصرف فيهم بأمره ونهيه .
يقول الدكتور الرضواني :(واسم (المليك) يدل باللزوم على مجموع ما دل عليه اسمه (الملك) و (المالك) .
〰〰〰〰〰〰

🌕♻ الصفات المشتقة من هذه اﻷسماء:
هي: صفات ( الملك والملكوت).
فقد ورد في الحديث:
(.... سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ )
رواه النسائي وصححه اﻷلباني.
💠وملك الله وملكوته سلطانه وعظمته.
〰〰〰〰〰〰
إستحقاق إفراد الملك بالعبادة
     
فقد تكرر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك ﻻ شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة،
💠
قال تعالى :
ۚ( ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ  إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ) [سورة الزمر : 6]
🔄 بعد الرجوع لسياق اﻵيات
♻{ ذَلِكُمْ } الذي خلق السماوات والأرض، وسخر الشمس والقمر، وخلقكم وخلق لكم الأنعام والنعم { اللَّهُ رَبُّكُمْ } أي: المألوه المعبود، الذي رباكم ودبركم، فكما أنه الواحد في خلقه وتربيته لا شريك له في ذلك، فهو الواحد في ألوهيته، لا شريك له، ولهذا قال: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } بعد هذا البيان ببيان استحقاقه تعالى للإخلاص وحده
(فأنى تصرفون) إلى عبادة الأوثان، التي لا تدبر شيئا، وليس لها من الأمر شيء.
🌕ثم بين أن عبادة من سواه ممن لا يملك لنفسه ضرا وﻻ نفعا وﻻ حياة وﻻ موتا وﻻ نشورا أضل الضﻻل وأبطل الباطل ورد ذلك في القرآن في آيات عديده تقرر هذه الحقيقة.
💠 فقال :
{ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[المائدة : 76]
♻أي: { قُلْ ْ} لهم أيها الرسول: { أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ْ} من المخلوقين الفقراء المحتاجين، { ما لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ْ} وتدعون من انفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع، { وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ْ} لجميع الأصوات باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات. { الْعَلِيمُ ْ} بالظواهر والبواطن، والغيب والشهادة، والأمور الماضية والمستقبلة، فالكامل تعالى الذي هذه أوصافه هو الذي يستحق أن يفرد بجميع أنواع العبادة، ويخلص له الدين.
🌕♻ والعبادة كما ذكرنا سابقا هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷعمال الظاهرة والباطنة، فيجب أﻻ تصرف لغير الله الملك الحق المبين.
فكما أن الصﻻة عبادة ﻻ تصرف لغير الله 
.
فكذلك الدعاء عبادة فﻻ تدعو غير الله وﻻ تسأل غيره والله تعالى يقول لنا أدعوني استجب لكم لماذا نلجأ إلى غيره.
💠قال تعالى
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [سورة غافر : 60]
💠وقال:
(قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا َ)
[سورة اﻷنعام : 71]
💠وقال؛
(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
[سورة اﻷعراف:194 ]
والمحبة عبادة فﻻ تساوي أحد بالله في المحبة فضﻻ أن تكون محبة غير الله تفوق محبة الله
💠قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ ِ) [سور البقرة:165].
والمقصود بالمحبة محبة العبادة التي تقتضي  الذل للمحبوب، فهذه من صرفها لغير الله فقد أشرك واتخذ من دون الله ندا.
💠والمحبة تكون بامتثال اﻷمر.
والخوف عباده ، والمقصود به الخوف الذي ﻻ يصلح صرفه إﻻ لله سبحانه-فمن صرفه لغير الله فقد أشرك بالله،
مثال ذلك
من يخاف من صاحب القبر أو واﻷولياء بأن يخاف أن يضروه لذا،
💠 قال تعالى:
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [سورة آل عمران : 175]
أي : يخوفكم بأوليائه
💠وكذلك والخوف يكون باجتناب النهي.
والرجاء عبادة فﻻ ترجو غير الله وﻻ يتعلق قلبك بغير الملك الذي يملك الخلق ويملك مايملكون ويملك كل شيء.
والتوكل عبادة ،
💠قال تعالى.
( ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [سورة المائدة : 23]
أي : على الله ﻻ على غيره (فتوكلوا)؛ أي: إعتمدوا.
وأنواع العبادات كثيره كلها ﻻ تصرف إﻻ لله الملك المستحق للعبادة وحده دون غيره.
🌕♻فكل من دعي من دون الله ﻻ يملك مثقال ذرة استقﻻﻻ وﻻ يملكه على وجه المشاركة و ﻻ يملك اﻹنسان في هذه الحياة إﻻ بتمليك الله له.
💠
قال تعالى :
(
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) [سورة سبأ : 22]
〰〰〰〰〰〰


جﻻل(الملك،المالك،المليك)
🌕♻من جﻻل ملكه تعالى:
♻ أن ملكه حق ثابت بﻻ زوال ،  وﻻ انتقال وﻻ نقصان على الدوام.
♻ ولم يكن له شريك فيه وﻻ معين له فيه من أحد من الخلق .
♻وأنه صرف أموره فيه بالحكمة ، والعدل والحق.
💠قال تعالى :
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ ِ) [سورة المؤمنون : 116]
💠وقال :
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
♻ومن جﻻل ملكه عدم خروج أمر من اﻷمور أو فعل من اﻷفعال البتة عن تصرف الملك الحق سبحانه تعالى وتدبيره فالملك هو المتصرف فيما هو ملك عليه ومالك له .
♻ ومنها حكمته في خلق الخلق وعدم تركهم سدى بل أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب وأمر ونهى وأثاب وعاقب.
♻ومن جﻻل ملكه أن خزائنه ملئ وأن ملكه ﻻ ينقص بالعطاء واﻹحسان.
كما ورد في الحديث:
♻( يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم . وإنسَكم وجِنَّكم . قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني . فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ .)
صحيح مسلم.
♻ وجﻻل الملك مع كونه ملكا قاهرا يتصرف في خلقه كيف يشاء إﻻ أنه سبحانه منزه مبدأ في أفعاله من الظلم والجور فهو
السﻻم الذي سلم عباده من الظلم.
وهو المؤمن الذي يؤمن عباده المؤمنين مما يخافون منه المصدق لهم ما وعدهم.
فثبت أن كونه ملكا ﻻ يتم إﻻ مع كونه رحيما قدوسا سﻻما.
ومن جﻻل الملك قهره للملوك والطغاة الجبابرة المتكبرين، وقصمه وإهﻻكه لهم.
♻ ومن جﻻل الله الملك أن كرسيه وسع السموات والأرض  وأنه ﻻ يثقل عليه وﻻ يعجزه حفظ هذا الملك العظيم.
💠قال تعالى:
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة البقرة : 255]
♻ومن جﻻل الملك أنه يسبح له من في السموات والأرض.
💠قال تعالى:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [سورة اﻹسراء : 44]
♻ ومن جﻻل الملك أنه يسجد له من في السموات والأرض طوعا وكرها.
💠قال تعالى :
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩) [سورة الرعد : 15]
💠وقال :
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة النحل : 49]
♻ ومن جﻻل الملك أن له اﻹختصاص بالملك يوم القيامة .
وقد ذكر عن نفسه سبحانه أنه : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
[سورة الفاتحة : 4]
ﻷن هناك من يدعي في الدنيا أنه ملك ولكن ملكهم هذا عارية زائلة فإما أن يزول ملكهم عنهم وإما أن يزولوا هم عنه.
وقال سبحانه عن ملكه في ذلك اليوم :
💠(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) [سورة الفرقان : 26]
💠وقال:
(يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [سورة غافر : 16]
♻ومن جﻻل الملك سبحانه أن اﻷرض يوم القيامة قبضته والسموات مطويات بيمينه.
💠قال تعالى :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الزمر : 67]

وفي الحديث :
💠(يَطوي اللهُ عزَّ وجلَّ السَّماواتِ يومَ القيامةِ . ثمَّ يأخذُهنَّ بيدِه اليُمنَى . ثمَّ يقولُ : أنا الملِكُ . أين الجبَّارون ؟ أين المُتكبِّرون ؟ ثمَّ يَطوي الأرضين بشمالِه . ثمَّ يقولُ : أنا الملِكُ . أين الجبَّارون ؟ أين المُتكبِّرون ؟) رواه مسلم
〰〰〰〰〰〰


الملك - المالك - المليك
إضطرار الخلق إلى ربهم ومليكهم


أن جميع الخلق في العالم العلوي والسفلي مماليكه وعبيده ، وكلهم فقراء إليه، مضطرون إليه في جميع أمورهم وأحوالهم.
💠
قال تعالى :
(
إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا) [سورة مريم : 93]
💠
وقال:
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة فاطر : 15]

.يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه:
فقراء في إيجادهم، فلولا إيجاده إياهم، لم يوجدوا.
فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح، التي لولا إعداده إياهم [بها]، لما استعدوا لأي عمل كان.
فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة، فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور، لما حصل [لهم] من الرزق والنعم شيء.
فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد. فلولا دفعه عنهم، وتفريجه لكرباتهم، وإزالته لعسرهم، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية، وأجناس التدبير.
فقراء إليه، في تألههم له، وحبهم له، وتعبدهم، وإخلاص العبادة له تعالى، فلو لم يوفقهم لذلك، لهلكوا، وفسدت أرواحهم، وقلوبهم وأحوالهم.
فقراء إليه، في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم، فلولا تعليمه، لم يتعلموا، ولولا توفيقه، لم يصلحوا.
فهم فقراء بالذات إليه، بكل معنى، وبكل اعتبار، سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا،
 ولكن الموفق منهم، الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين،
وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
{ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي: الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال صفاته، وكونها كلها، صفات كمال، ونعوت وجلال.
🌳 تأمل في حال اﻷنبياء عليهم الصلاة والسلام:
💠قال تعالى يحكي عن قول إبراهيم عليه السلام:
( رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِوَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِوَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [سورة الشعراء : 82-77] .
فهو الخالق الذي قدر كل شيء وهدى الخﻻئق إليه.
وهو الخالق الرازق بما يسخر وييسر من اﻷسباب السماوية واﻷرضية.
تأمل كيف افتقر إلى ربه فعرف أنه إذا وقع في مرض فإنه ﻻ يقدر على شفائه أحد غير الله بما يقدر من اﻷسباب الموصلة إليه.

وهو وجده الذي بيده اﻹحياء واﻹماتة وﻻ يقدر على ذلك أحد سواه.
وهو الذي ﻻ يقدر على مغفرة الذنوب في الدنيا والآخرة إﻻ هو ،
سبحانه من بيده ملكوت كل شيء

إضطرار الخلق إلى ربهم ومليكهم.
🌳🌳 ﻻيملك الشفاء إﻻ الملك:


💠قال تعالى :
(
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [سورة الشعراء : 80]

فالله عزوجل هو الشافي الحق لجميع اﻷسقام واﻷمراض الظاهرة والباطنة ﻻ يشفي أحد من ذلك غيره:
فهو سبحانه الشافي الكافي الذي يملك خزائن الشفاء ، الذي يشفي أبدان خلقه من الأسقام واﻵﻻم ،
وهو سبحانه اﻹله الملك الحق الذي يملك شفاء الصدور والقلوب من أمراض الكفر والشرك والشبه والشكوك،  والحقد والحسد وغيرها من أمراض القلوب ،
فهو سبحانه الذي يملك الشفاء يشفي باﻷسباب ، وبدون الأسباب،  وبضد اﻷسباب.
💠
قال تعالى :
(
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة المائدة : 120]
وهو الشافي الذي خلق الداء والدواء والشفاء،
وجميع اﻷدوية ﻻ تنفع بذاتها ، بل بما قدره الله تعالى فيها من الشفاء .
💠قال تعالى :
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [سورة الزمر : 62]
 وقد أنزل القرآن شفاء من كل داء شفاء لﻷبدان والصدور ، من اﻷسقام الظاهرة والباطنة.
💠قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس : 57]
فالمؤمن يعتقد أن الله هو الشافي وحده ﻻ شريك له وهو وحده الذي يملك أسباب الشفاء وهو وحده القادر على النفع بها وأنها بذاتها ﻻ تفعل شيئاً ولكن الله سبحانه إذا شاء نفع بها .فأنت حين يهبك الملك سبب للشفاء أو لغيره من المنافع  كن حامدا شاكرا له متوسﻻ إليه أن ينفعك به ﻻ تثق وﻻ تتعلق بالسبب ولكن ثق وتعلق برب السبب وخالقه ومالكه.
العبد مأمور بفعل اﻷسباب النافعة المباحة والمشروعة وتناول الدواء والذهاب للطبيب ﻻ ينافي التوكل على الله .
والسبب المشروع هو كل سبب ثبت بالقرآن أو السنة مثل القرآن،  ماء زمزم ، العسل، الحبة السوداء وغيرها ،

واﻷسباب المباحة والتي تسمى باﻷسباب الكونية  التي ثبتت بالتجارب مثل اﻷدوية واﻷعشاب التي ثبتت فائدتها بالتجارب الطويلة المتفق عليها.
 أما طلب الشفاء أو الوقاية من المرض بالرقى الغير مشروعة ولبس والتمائم والخرز وما يسمى بسوار كذا وكذا والذهاب لفلان مما يعتقد أنه رجل صالح ويطلب منه الشفاء سواء كان حيا أو ميتا هذا كله ينافي التوحيد ، ﻷنك جعلت شريك للملك في ملكه ، ملكه لﻷسباب وملكه للشفاء وملكه للنفع والضر.
وقد دلت النصوص على ذلك:
عن عقبة بن عامر مرفوعا:
(
من تعلَّقَ تميمةً فلا أتمَّ اللهُ له ومن تعلقَ ودعةً فلا ودعَ اللهُ له) وفي روايةٍ عنه أنه قال:( من تعلَّقَ تميمةً فقد أشرك.)
الرواية اﻷولى صححها الحاكم والمنذري. والرواية الثانية صححها اﻷلباني.
وفي الحديث:
الذي رواه ابن مسعود:
( إنَّ الرُّقي والتَّمائمَ ، والتِّولةَ شركٌ)
قالوا: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ ، هذِهِ الرُّقي والتَّمائمُ قد عرفناها، فما التِّولةُ ؟ قالَ : شيءٌ تصنعُهُ النِّساءُ يتحبَّبنَ إلى أزواجِهِنَّ
صححه اﻷلباني.
وإنما كانت شركا  ﻷنه اتخذ ماليس بسبب شرعي وﻻ كوني سببا وتعلق قلبه بغير الله.
ويدخل في هذا الباب كل ما يتعلق به قلب العبد من اﻷشياء التي تلبس أو تعلق على السيارات أو في أبواب المنازل أو توضع تحت الوسائد خوف المرض أو العين أو الحسد هذا كله غير مشروع ومخالف ﻹيمانك ومعرفتك بالله الملك الذي له ملك السموات والأرض ومن فيهن وهو على كل شيء قدير.


ملك الله لمخلوقاته من ثﻻث جهات

🌳اﻷولى:
ملك الخلق واﻹمساك واﻹبقاء:
فالله وحده خالق كل شيء ومالك كل شيء، وممسك كل شيء والمبقي لكل شيء،
💠قال تعالى :
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة الزمر : 63-62].
 { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } هذه العبارة وما أشبهها، مما هو كثير في القرآن، تدل على أن جميع الأشياء - غير اللّه - مخلوقة، ففيها رد على كل من قال بقدم بعض المخلوقات، كالفلاسفة القائلين بقدم الأرض والسماوات، وكالقائلين بقدم الأرواح، ونحو ذلك من أقوال أهل الباطل، المتضمنة تعطيل الخالق عن خلقه.
فاللّه تعالى أخبر عن نفسه الكريمة أنه خالق لجميع العالم العلوي والسفلي، وأنه على كل شيء وكيل، والوكالة التامة لا بد فيها من علم الوكيلبما كان وكيلا عليه، وإحاطته بتفاصيلهومن قدرة تامةعلى ما هو وكيل عليه، ليتمكن من التصرف فيه، ومن حفظلما هو وكيل عليه، ومن حكمة ومعرفةبوجوه التصرفات، ليصرفها ويدبرها على ما هو الأليق، فلا تتم الوكالة إلا بذلك كله، فما نقص من ذلك، فهو نقص فيها.
[
العلم، اﻹحاطة،القدرة، الحفظ، الحكمة] له من كل صفة أتمها واكملها وتنزيهه عن كل نقص أوعيب في جميع صفاته.
(له مقاليد السموات والأرض)
مفاتيحها علما وتقديرا.

🌳 الثانية:
ملك التصرف والتدبير،
             والتحريك والتسكين
فالله وحده المالك القوي الذي يتصرف في ملكه كيف يشاء بإرادته ومشيئته، ﻻ راد ﻷمره وﻻ مالك غيره، وﻻ مالك فوقه، وكل ملك دونه مملوك له خاضع ﻷمره:
💠قال تعالى :
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
[سورة آل عمران : 27-26]
💠وقال :
وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم)ُ [الأنعام : 13]
 أي: أن { لَهُ } تعالى { مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } وذلك هو المخلوقات كلها، من آدميها، وجِنِّها، وملائكتها، وحيواناتها وجماداتها، فالكل خلق مدبرون، وعبيد مسخرون لربهم العظيم، القاهر المالك، فهل يصح في عقل ونقل، أن يعبد مِن هؤلاء المماليك، الذي لا نفع عنده ولا ضر؟ ويترك الإخلاص للخالق، المدبر المالك، الضار النافع؟! أم العقول السليمة، والفطر المستقيمة، تدعو إلى إخلاص العبادة، والحب، والخوف، والرجاء لله رب العالمين؟!. { السَّمِيعُ } لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات، بتفنن الحاجات. { الْعَلِيمُ } بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، المطلع على الظواهر والبواطن؟!.

🌳 الثالثة:
ملك النفع والضر
فالله وحده خالق المخلوقات، المالك لها المتصرف فيها كيف يشاء ،
فيجعل بقدرته النافع ضارا، والضار  نافعا .
وينجي بأسباب الهﻻك ويهلك بأسباب النجاة.
ويعز بأسباب الذلة ويذل بأسباب العزة.
( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[سورة الملك : 1]
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة يس : 83-82].


إضطرار الخلق إلى ربهم ومليكهم.
🌳🌳ﻻيملك جلب النفع ودفع الضر إﻻ الله ( الملك (

🌳🌳تأمل حال أكمل الخلق خلقا وعبوديه لله وأرفعهم مكانة عند الله ماذا يقول عن نفسه حتى ﻻ تتعلق بأحد غير الله تعالى :
💠 قال تعالى :
(قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
[الأعراف : 188]
يقول الشيخ السعدي في تفسيرها:
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا فإني فقير مدبر، لا يأتيني خير إلا من اللّه، ولا يدفع عني الشر إلا هو، وليس لي من العلم إلا ما علمني اللّه تعالى. وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ أي:
لفعلت الأسباب التي أعلم أنها تنتج لي المصالح والمنافع،
ولحذرت من كل ما يفضي إلى سوء ومكروه، لعلمي بالأشياء قبل كونها، وعلمي بما تفضي إليه.
ولكني - لعدم علمي - قد ينالني ما ينالني من السوء، وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها،
فهذا أدل دليل على أني لا علم لي بالغيب.
إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ أنذر العقوبات الدينية والدنيوية والأخروية، وأبين الأعمال المفضية إلى ذلك، وأحذر منها. وَبَشِيرٌ بالثواب العاجل والآجل، ببيان الأعمال الموصلة إليه والترغيب فيها، ولكن ليس كل أحد يقبل هذه البشارة والنذارة، وإنما ينتفع بذلك ويقبله المؤمنون،
🌳🌳 وهذه الآيات الكريمات، مبينة جهل من يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه لحصول نفع أو دفع ضر. فإنه ليس بيده شيء من الأمر،ولا ينفع من لم ينفعه اللّه،ولا يدفع الضر عمن لم يدفعه اللّه عنه،ولا له من العلم إلا ما علمه اللّه تعالى،
🌳🌳
وإنما ينفع من قبل ما أرسل به من البشارة والنذارة، وعمل بذلك، فهذا نفعه صلى الله عليه وسلم، الذي فاق نفع الآباء
والأمهات، والأخلاء والإخوان بما حث العباد على كل خير، وحذرهم عن كل شر، وبينه لهم غاية البيان والإيضاح.
واﻵية بينت أن النبي صلى الله عليه وسلم ﻻ يعلم الغيب ، فغيره من باب أولى،
💠والله تعالى يقول:
(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
[سورة النمل : 65]
هذه اﻵيات وغيرها من اﻷحاديث الصحيحة تقفل الباب لكل من يدعي علم الغيب من العرافين والمنجمين والسحرة والمشعوذين وقد جاءت نصوص كثيرة بالوعيد الشديد لمن يأتي لهؤلاء الدجالين ولمن يصدقهم.
فقد ورد في الحديث:
(من أتى عرَّافًا فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلة)
رواه مسلم. ً

وفي الحديث :
( مَن أتَى كاهنًا أو ساحرًا فصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أُنزِلَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)
كل هذه النصوص تدل على أنه لا أحد يعلم الغيب إنما يعلمه الملك عﻻم الغيوب فمن إدعى ذلك أو لجأ لمن يدعي ذلك وإن لم يصدقه فإنه ﻻ  تقبل له صﻻة أربعين يوما، وإن صدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
💠ومن اﻷدلة على أنه ﻻ أحد يملك ﻷحد شيء من جلب نفع أو دفع ضر  قوله تعالى :
(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )[القصص : 56]
يخبر تعالى أنك يا محمد -وغيرك من باب أولى- لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.
وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبين الصراط المستقيم، ويرغب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له، وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا.
ولهذا، لو كان قادرا عليها، لهدى من وصل إليه إحسانه، ونصره ومنعه من قومه، عمه أبا طالب، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة للدين والنصح التام، ما هو أعظم مما فعله معه عمه، ولكن الهداية بيد اللّه تعالى.
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله:
أن هذه اﻵية فيها دﻻلة واضحة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ﻻ يملك ضرا وﻻ نفعا وﻻ عطاء وﻻ منعا وأن اﻷمر كله بيد الله،

ففيها الرد على الذين ينادونه لتفريج الكربات وقضاء الحاجات .
وفيها الرد على الذين يعتقدون أن اﻷولياء ينفعون أو يضرون أو يتصرفون بعد الموت على سبيل الكرامة، وفيها إبطال التعلق بغير الله.

فهو وحده سبحانه الذي يملك النفع والضر والعطاء والمنع والهداية والضﻻل وهو وحده الذي له ملك كل شيء والتصرف والتدبير، سبحانه فتعلق به وحده.

إضطرار الخلق إلى ربهم ومليكهم .
🌳🌳العطاء والمنع بيده الملك وحده سبحانه ﻻ شريك له.
💠قال تعالى :
(مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم)ُ [فاطر : 2]
 ذكر تعالى انفراده  بالتدبير والعطاء والمنع فقال: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ } من رحمته عنهم { فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } فهذا يوجب التعلق باللّه تعالى، والافتقار إليه من جميع الوجوه، وأن لا يدعى إلا هو، ولا يخاف ويرجى، إلا هو. { وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي قهر الأشياء كلها { الْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها.
وقد ورد في الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ: ، (إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ،  رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُف).
صحيح الترمذي.
الشاهد من الحديث :
( واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ، ( رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُف )

والحديث دﻻﻻته عظيمة وفوائده كثيرة، فكما أنه يدل أن العطاء والمنع والنفع والضر كله بيد الله هذا يجعل العبد أن ﻻ يخاف من غير الله أن يكون له قدرة على منع خير عنه، وﻻ يرجو غير الله في أن يجلب له منفعه وﻻ يتعلق بغير الله وﻻ يستعين بغيره وﻻ يتوكل على غيره ،
كما دل على أن اﻻستعانه طلب العون عليك بطلبها من الله ﻷنه هو الذي يملك كل شيء ويقدر على كل شيء وهو العليم الخبير بما ينفعك الحكيم في عطائه ومنعه.

وإذا اضطرتك الضرورة لطلب العون من الناس فاجعل ذلك وسيلة وسببا ﻻ ركنا تعتمد عليه ، اجعل ركنك اﻷصيل هو الله عزوجل
 تأمل نبي الله هود عليه السلام لما اتهمه قومه بأن آلهتهم قد أصابته بالسوء كيف كان حاله وماذا قال لهم:
💠
قال تعالى :
(
إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة هود : 56-55].
{ إِنْ نَقُولُ } فيك { إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } أي: أصابتك بخبال وجنون، فصرت تهذي بما لا يعقل. فسبحان من طبع على قلوب الظالمين، كيف جعلوا أصدق الخلق الذي جاء بأحق الحق، بهذه المرتبة، التي يستحي العاقل من حكايتها عنهم لولا أن الله حكاها عنهم.
ولهذا بين هود، عليه الصلاة والسلام، أنه واثق غاية الوثوق، أنه لا يصيبه منهم، ولا من آلهتهم أذى، فقال: { إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا }
أي: اطلبوا لي الضرر كلكم، بكل طريق تتمكنون بها مني { ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } أي: لا تمهلوني.
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [هود : 56]
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ } أي: اعتمدت في أمري كله على الله { رَبِّي وَرَبُّكُمْ } أي: هو خالق الجميع، ومدبرنا وإياكم، وهو الذي ربانا.
{ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } فلا تتحرك ولا تسكن إلا بإذنه،
فلو اجتمعتم جميعا على الإيقاع بي، والله لم يسلطكم علي، لم تقدروا على ذلك، فإن سلطكم، فلحكمة أرادها.( هنا الشاهد)
فـ { إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } أي: على عدل، وقسط، وحكمة، وحمد في قضائه وقدره، في شرعه وأمره، وفي جزائه وثوابه، وعقابه، لا تخرج أفعاله عن الصراط المستقيم، التي يحمد، ويثنى عليه بها.
هكذا كان حال اﻷنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان في ثقتهم بالله وقوة توكلهم عليه لكمال علمهم بربهم ،
وكل من أثنى الله عليه في القرآن علينا أن نثني عليهم، وأن نحبهم ، وأن نقتفي أثرهم.

اضطرار الخلق إلى ربهم ومليكهم.
🌳🌳 الملك وحده الذي يسمع دعاءك ويستجيب لك.
    تأمل ما ورد من أيات في ذلك:
💠قال تعالى :
(
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون
وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)
[
الأحقاف 6-5].
🌳هذا بيان لحال من يدعى من دون الله فهم في الدنيا ﻻ يستجيبون لكم وغافلين عن دعائكم لهم،ﻻ يسمعون منكم دعاء وﻻ يجيبون لكم نداء وﻻ ينفعونكم بمثقال ذرة،  وفي اﻵخرة يكونوا لكم أعداء ويتبرءون منكم .
من الذي يجيب؟
💠
وقال تعالى :
(
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )[النمل : 62]
🌳أي: هل يجيب المضطرب الذي أقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟ ومن يكشف السوء أي: البلاء والشر والنقمة إلا الله وحده؟
🌳 ومن يجعلكم خلفاء الأرض يمكنكم منها ويمد لكم بالرزق ويوصل إليكم نعمه وتكونون خلفاء من قبلكم كما أنه سيميتكم ويأتي بقوم بعدكم.
🌳 أإله مع الله يفعل هذه الأفعال؟ لا أحد يفعل مع الله شيئا من ذلك حتى بإقراركم أيها المشركون،
🌳 ولهذا كانوا إذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين لعلمهم أنه وحده المقتدر على دفعه وإزالته.
تأمل حال المشركين مع شركهم إﻻ أنهم حال الشدائد يتركون أندادهم ويلجأون إلى الله تعالى لعلمهم أنه ﻻ يملك  كشف الكرب إﻻ الله ،
وللأسف نرى اليوم من المسلمين إذا أصابه كرب لجأ إلى الولي وإلى صاحب القبر ، نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.
💠قال تعالى :
(
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَبَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)
[
سورة اﻷنعام : 41-40].
{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }
🌳 فإذا كانت هذه حالكم مع أندادكم عند الشدائد، تنسونهم، لعلمكم أنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا، ولا موتا، ولا حياة، ولا نشورا.
🌳وتخلصون لله الدعاء، لعلمكم أنه هو النافع الضار، المجيب لدعوة المضطر،
فما بالكم في الرخاء تشركون به، وتجعلون له شركاء؟. هل دلكم على ذلك، عقل أو نقل، أم عندكم من سلطان بهذا؟ بل تفترون على الكذب.
🌳والله تعالى بين لنا في القرآن دﻻئل ملكه وقدرته وغناه وإحسانه لخلقه، وفقر كل الخلق ﻷحقر اﻷشياء.
💠قال تعالى :
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) [سورة فاطر : 13]
فلما بين تعالى ما بيَّن من هذه المخلوقات العظيمة، وما فيها من العبر الدالة على كماله وإحسانه، قال: { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ } أي: الذي انفرد بخلق هذه المذكورات وتسخيرها، هو الرب المألوه المعبود، الذي له الملك كله.
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ } من الأوثان والأصنام { مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ } أي: لا يملكون شيئا، لا قليلا ولا كثيرا، حتى ولا القطمير الذي هو أحقر الأشياء، وهذا من تنصيص النفي وعمومه، فكيف يُدْعَوْنَ، وهم غير مالكين لشيء من ملك السماوات والأرض؟
واﻵية عامة فكل من دعي من دون الله فهم ﻻ يملكون شيئا بل الملك كله لله وهو الذي يملك من يشاء وينزع ممن يشاء  والكل عبيد مماليك له فقراء ،

فلماذا تتركون الملك الغني الذي يملك كل شيء ويقدر على كل شيء وﻻ تنفد خزائنه، الذي يعطي بﻻ مقابل وﻻ عوض ، الذي هو أرحم بكم من امهاتكم، وتلجأون للعبيد المماليك الفقراء العاجزون الذين عطاءهم لمصلحة ومنعهم لمصلحة .


 كيف هو حال اﻷنبياء عند الشدائد والحاجات؟

🌳نتأمل حالهم من خﻻل القرآن.( تدبر حالهم في سورة اﻷنبياء ):
💠
قال تعالى :
(
وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِوَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
[
سورة اﻷنبياء : 77-76].
 أي: ونوحا إذ نادى ) دعا ، ( من قبل ) أي من قبل إبراهيم ولوط ، ( فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ) قال ابن عباس : من الغرق وتكذيب قومه . وقيل لأنه كان أطول الأنبياء عمرا وأشدهم بلاء ، والكرب أشد الغم .
ونصرناه ) منعناه ( من القوم الذين كذبوا بآياتنا ) أن يصلوا إليه بسوء وقال أبو عبيدة : أي على القوم ، ( إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين )
وفي حال أيوب عليه السلام
💠يقول تعالى :
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)
[سورة اﻷنبياء : 84-83]
اي: واذكر أيها الرسول -عبدنا أيوب إذ إبتليناه بضر وسقم عظيم في جسده وفقد أهله وماله وولده، فصبر وأحتسب ، ونادى ربه عزوجل  أني قد أصابني الضر وأنت أرحم الرَّاحمين فاكشفه عني.
فستجبنا له دعاءه ورفعنا عنه البﻻء، ورددنا عليه ما فقده من أهل وولد ومال مضاعفا،
فعلنا به ذلك رحمةً منا وليكون قدوة لكل صابر على البﻻء ، راج رحمة ربه، عابدا له.
وفي حال يونس عليه السلام
يقول تعالى :
(
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
[
سورة اﻷنبياء :88-87].
واذكر قصة صاحب الحوت ، يونس عليه السلام، لما أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا ، فهو عدم بالعذاب فلم ينيبوا ، ولم يصبر عليهم كما أمره الله ، وخرج من بينهم غاضبا عليهم ، ضائقا صدره بعصيانهم ، وظن أن الله لن يضيق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة ، فابتﻻه الله بشدة الضيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر ، فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبا معترفا بظلمه ، لتركه الصبر على قومه قائﻻ :ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
فاستجبنا له دعاءه وخلصناه من غم هذه الشدة،
 وكذلك ننجي المصدقين العاملين بشرعنا.
وحال زكريا عليه السلام عندما حينما دعا ربه أن يرزقه الذرية وقد إنعدمت أمامه اﻷسباب فقد كبر سنه وكانت إمرأته عاقر:
💠يقول تعالى :
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِين
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [سورة اﻷنبياء : 90-88].
 هذا ما ينبغي أن يكون عليه الموحد أن ﻻ يطلب إﻻ واحد وﻻ يرجو إﻻ واحد وأن يثق بربه الملك الذي له الملك كله وبيده الخير كله وﻻ يخيب دعاء من دعاه وﻻ رجاء من رجاه فمن صدق معه وأحسن به الظن ودخل في دائرة المؤمنين بالتوحيد الخالص،والعمل الصالح فستصدق عليه اﻵية:
( وكذلك ننجي المؤمنين) .


   اﻹقتران مع الأسماء اﻷخرى

(الملك) مع (الرحمن،الرحيم)
💠 قال تعالى :
    . (
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [سورة الفاتحة : 4-3]
💠وقوله:
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) [سورة الفرقان : 26]

وذلك أن ثبوت الملك له تعالى في ذلك اليوم الذي على كمال القهر ،واﻻستعﻻء واﻹحاطة،
والتفرد في الحساب والمجازاة ،
 إﻻ أنه تعالى مع كل هذه العظمة فهو ملك رحمن رحيم ، وأن من رحمته تعالى بعباده أنه هو المتفرد بالملك فيه، وذلك أنه يحاسب عباده بالعدل ، والفضل، فﻻ يظلم مثقال ذرة ،وﻻ يحمل أحد وزر أحد،
وهذا هو الكمال،ملك مع الرحمة ورحمة مع الملك.
〰〰〰〰〰〰

 اسم (الملك) مع (الحق (عزوجل
ورد اقتران هذين اﻻسمين الجليلين في كتاب الله-عزوجل في موضعين أحدهما:
💠
قوله تعالى :
(
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَفَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)
[
سورة المؤمنون : 116-115]
 والمعنى أن الملك الحق منزه عن أن يخلق خلقه عبثا أو يتركهم سدى ،
وفيه إشارة إلى أن ملكه حق ﻻ يتصرف فيه إﻻ بما هو مقتضى الحكمة،
وفيه إشارة إلى أن كل من ينسب إليه الملك عدا الله تعالى هو مالك من جهة ومملوك من جهة لما فيه من  نقص واحتياج  .
 فهو سبحانه له الكمال في ملكه وفي كل شيء، وهو سبحانه (الحق ) الموجود حقيقة ، وأن ذاته حق، وأسمائه حق،  وصفاته حق، وألوهيته حق،  وربوبيته حق، وقوله حق، ووعده حق ، وأمره حق،وأفعاله كلها حق، وجزاءه حق ، فه
و الحق المطلق من كل وجه وبكل إعتبار.  ً


اﻻقتران الذي ورد في أواخر سورة الحشر.

♻ بعض صفات الملك


💠قال تعالى :
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الحشر : 23]
اقترنت هذه اﻷسماء الجليلة ب(الملك ) لبيان أنه تعالى مع كونه ملكا قاهرا ، إﻻ أنه قدوس ، أي: المقدس المنزه عن كل ما ينافي كماله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، المعظم الذي له المحامد كلها،
المقدس عن كل عيب ، السالم من كل نقص ، النزيه عن كل ما يستقبح،
المنزه عن أن يماثله في الكمال أحد أو يكون له مثيل أو شبيه أو كفؤ أو سمي.
وأنه سﻻم : الذي سلم من جميع العيوب والنقائص المضادة لكمال في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
السﻻم الذي سلم من الصاحبة والولد وسلم من النظير والكفء والمثيل وسلم من والسمي .
السلام الذي يسلم من يشاء من خلقه في الدنيا ويسلم أولياءه في اﻵخرة.
 وأنه مؤمن : المصدق الذي شهد لنفسه بالوحدانية ، المصدق ﻷنبيائه ورسله باﻵيات البينات التي دلت على صدقهم ، والمصدق لعباده المؤمنين ما وعدهم .
المهيمن : المطلع على خفايا اﻷمور وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علما.
العزيز : الذي له العزة كلها :عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة اﻻمتناع،فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات ، وقهر جميع الموجودات ، ودانت له الخليقة وخضعت لعظمته.
الجبار: المصلح شئون خلقه المصرفهم فيما فيه صﻻحهم ،
الجبار الذي جبر العباد على ما أراد ،
الجبار الذي يجبر الكسير ويغني الفقير.
المتكبر:العظيم ذو الكبرياء المتعالي عن صفات خلقه ، المتكبر عن عتاتهم إذا نازعوه العظمة فيقصمهم ،
وهو الذي تكبر عن كل سوء وكل شر .
المتكبر عن ظلم عباده فﻻ يظلم أحدا .
الذي كبر وعظم فكل شيء دون جﻻله صغير وحقير.
هذه بعض صفات الملك الذي تقدس عن كل نقص وسلم من كل عيب وظلم وجور المؤمن لعباده من المخاوف المصدق لهم ما وعدهم المحيط بهم المطلع عليهم الذي له جميع أنواع العزة عزة القوة وعزة الغلبة وعزة اﻻمتناع الذي يجبر الكسير ويغني الفقير المتكبر عن كل سوء وشر .
هذه اﻷسماء التي تدل كونه ملكا ﻻيحسن وﻻ يكمل إﻻ مع هذه الصفات .
أسماء الله الحسنى: ماهر مقدم.ً


🌕♻اﻵثار اﻹيمانية للمعرفة بهذه اﻷسماء:

♻♻توحيد الله عزوجل وعبادته وحده ﻻ شريك له بالحب والخوف والرجاء ﻷن هذه العبادة ﻻ يستحقها إﻻ الملك الحق فاطر السموات والارض المالك لهما المتصرف فيها فكيف تصرف العبادة لغيره ممن ﻻ يملك شيئا في السموات وﻻ في اﻷرض.
💠قال تعالى :
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) [سورة فاطر : 13]
💠وقال :
( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة العنكبوت : 17]
♻♻الخوف منه سبحانه والرجاء له وحده ﻷنه سبحانه المالك لكل شيء المتصرف في كل شيء وهو القاهر فوق عباده.
لذا لما هدد قوم عاد نبيهم هود عليه السلام قال متحديا لهم ذاكرا صفة الملك والقهر :
💠
قال تعالى :
. (
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة هود : 56]
♻♻لما كان من لوازم الملك لله تعالى الحكم والتشريع كان لزاما على العباد قبول حكم الله تعالى وشرع ورفض ما سواه واﻹعتراض عن التحاكم لغيره.
♻♻ اﻹعتصام بالله الملك الحق، واﻹستعانة واﻹستغاثة به وحده وأن ﻻ يلوذ العبد المملوك  إلى من هو مملوك مربوب مثله بل يلوذ بمالكه ومعبوده.
♻♻ ولما كان من لوازم اسمه الملك ومقتضاه ملكه لخزائن  السموات والأرض وتفرده سبحانه برزق العباد وأن خزائنه مﻷى  ﻻ تنضب فإن اليقين بهذا يثمر في قلب العبد تعلقه بربه سبحانه في طلب رزقه واطمئنانه إلى ما كتب الله له مع أخذه باﻷسباب التي أمر الله بها في طلب الرزق مع عدم التعلق بها بل التعلق بالذي رزقك هذه اﻷسباب.
♻♻ لما كان الملك الحقيقي هو لله تعالى وأن ملك العباد في الدنيا إنما هو ملك ناقص وعارية مستردة وﻻ يملكون إﻻ أن يملكهم الله تعالى فإن الشعور بهذا يلقي في القلب تواضعا لله تعالى لكل شيئا من هذه الدنيا سواء كان ملكا من الملوك أو السلاطين أو كان ملكا جزئياً لمال أو أرض أو غير ذلك لذلك جاء النهي عن التسمي بملك اﻷمﻻك .
فقد ورد في الحديث :
(أخنى الأسماءِ يومَ القيامةِ عندَ اللهِ رجلٌ تسَمَّى ملِكَ الأملاك)ِ
رواه البخاري
♻♻ فهذه المعرفة بالملك تجعل العبد يعظم الله وحده ويتواضع لخلقه ، وﻻ يغتر بما ملكه الله من هذه الدنيا الفانية ، والتعلق به سبحانه في مواجهة الطواغيت والجبابرة والظلمة.
♻♻ تمجيد الله عزوجل باسمه الملك فقد جاءت أدعية وأذكار صحيحة تتضمن هذا اﻻسم الكريم والتوسل إلى الله عزوجل به .
ومنها:
(اللهمَّ ! أنت الملكُ لا إله إلا أنت . أنت ربى وأنا عبدُك ، ظلمتُ نفسى واعترفتُ بذنبى ، فاغفرْ لى ذنوبى جميعًا إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت ، )متفق عليه
ومنها:
:( لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ ، وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ،) ٍ َ
من اﻷدعية العظيمة النافعة لمن تدبر معانيه .
وتأمل هذا الحديث :
♻(ينزل اللهُ إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ . حين يمضي ثُلثُ الَّليلِ الأولُ . فيقول : أنا الملكُ . أنا الملكُ . من ذا الذي يَدعوني فأستجيبَ له ! من ذا الذي يسألني فأُعطِيَه !  من ذا الذي يستغفِرُني فأغفرَ له ! فلا يزال كذلك حتى يضيءَ الفجر)رواه مسلمُ
〰〰〰〰〰〰

No comments:

Post a Comment