Friday, June 13, 2014

الوتر جل جلاله

الوتر جل جلاله

ثبوت اﻻسم :

ثبت هذا اﻻسم في السنة ،
ففي (الصحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 "
لله تسعة وتسعون اسمًا ، مائة إلا واحدًا ، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر"
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر(
صحيح أبي داود. 

المعنى في اللغة :

الوتر : 
هو الفرد أو مالم يتشفع من العدد ، أي : كل عدد ﻻ زوج له


 المعنى في حق الله تعالى :

الله سبحانه وتعالى هو الوتر :
الواحد الذي ﻻ نظير له في ذاته ، المتفرد بذاته بالكمال.
وهو سبحانه المتفرد بالكمال في أسمائه وصفاته وأفعاله وملكه وسلطانه وصفات جﻻله.
وهو سبحانه الذي تفرد في الوجود والنعوت فهو اﻷول بﻻ بداية واﻵخر بﻻ نهاية .
وهو سبحانه الفرد في ربوبيته فﻻ شريك له في ملكه وﻻ معين وﻻ ظهير له من أحد من البرية.
وهو سبحانه المتفرد في ألوهيته المستحق ﻹفراده بالعبودية من كل الخليقة .
وهو سبحانه الفرد اﻷحد :الذي ﻻ مثيل له وﻻ 
شبيه له وﻻ نظير له وﻻ عديل له ، لكماله من كل الوجوه.
فهو سبحانه الوتر الذي انفرد عن جميع الخلق باﻷحدية ، فجعل كل ما دونه شفعا من الخليقة، فﻻ تستقر وﻻ تعتدل إﻻ بالزوجية، وﻻ تهنأ على اﻷحدية والفردية،
قال تعالى :
(
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة الذاريات : 49]

 الصفة المشتقة من اﻻسم :

الله تعالى هو الوتر : الموصوف بالوترية التي ﻻ تقبل الشفعية والزوجية ، فليس له سبحانه صاحبة وﻻ ولد كما وصف نفسه سبحانه وتعالى فقال :
(
وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) [سورة الجن : 3]
وخلق جميع الخﻻئق على الزوجية
فقال :
(
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة الذاريات : 49]
قال عطاء : ( الوتر ) الله الواحد،  والشفع جميع الخلق خلقوا أزواجا.
صفته سبحانه بالوترية من صفات الذات الثابته بالسنة الصحيحة.
( أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر)صحيح أبي داود.


 من آثار اﻹيمان باسمه سبحانه الوتر 

توحيده توحيده سبحانه وتعالى، 
فهو اسم دال على وحدانية الله سبحانه ، و تفرده بصفات الكمال ، و نعوت الجلال ، 
وأنه ليس له شريك ، ولا مثيل في شيء منها ، 
والنصوص الكثيرة في القرآن الكريم في نفي الند ، والمثل ، والكفؤ ، والسميّ عن الله تدل على ذلك وتقرره أوضح تقرير.
والإيمان بأن الله وتر فيه نفي للشريك من كل وجه ، في الذات والصفات والأفعال ،
وإقرار بتفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والكبرياء والجلال ،
وكذلك فيه إقرار بتفرد الله بخلق الكائنات ، وإبداع البريات ، وإيجاد المخلوقات ، والتصرف فيها بما يشاء ، فلا ندَّ له ، ولا شبيه ، ولا نظير ، ولا مثيل.
وهذا الإقرار موجب أن يُفرد وحده بالذل ، والخضوع ، والحب ، والرجاء ، والتوكل ، والإنابة ، وسائر أنواع العبادة .

قال أبو العباس القرطبي رحمه الله : ( والوتر يُراد به التوحيد ، فيكون المعنى : إنّ الله في ذاته ، وكماله ، وأفعاله واحد ، ويحب التوحيد ، أي : يُوحَّد ويُعتقد انفراده دون خلقه  .
و قد بيّن الله في القرآن أن المتخذين شفعاء مشركون به ، وأنهم لا يملكون لعابديهم شيئًا من الخير والنفع ،
قال الله تعالى
:{
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
(
يونس ١٨) ، 
فمتخذ الشفيع مشرك لا تنفعه شفاعته ، ولا يشفع له ،
ومتخذ الرب وحده إلهه ، ومعبوده ، ومحبوبه ، ومرجوه ، ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رضاه ، ويتباعد عن سخطه سبحانه مؤمن موحِّد ، له العاقبة الحميدة ، والسعادة ، والفلاح في الدنيا والآخرة .

الحرص في الأقوال واﻷعمال على إيقاعها وترا حسب ما ورد في السنة من الحث على إنهاء بعض اﻷقوال واﻷعمال على وتر؛ ﻷنه سبحانه وتر  يحب الوتر
 الحرص على صﻻة الوتر التي جاء نص الحديث بالحث عليها:(يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر)

No comments:

Post a Comment