Friday, June 13, 2014

الكبير"جل جلاله "

 الكبير"جل جلاله "


 ثبوت اﻻسم:

ورد اسمه سبحانه ( الكبير) في القرآن الكريم في ستة مواضع:
💠قوله تعالى :
(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [سورة الرعد : 9]
💠وقوله تعالى. 
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سورة الحج : 62].
💠وقوله تعالى. 
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سورة لقمان : 30]
💠وقوله تعالى.:
(وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سورة سبأ : 23]
💠وقوله تعالى :
(ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)
[سورة غافر : 12]
💠وقوله تعالى. 
( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [سورة النساء : 34]


ويﻻحظ في هذه اﻵيات اقتران اسمه سبحانه(الكبير)
باسمه عزوجل(المتعال)،(العلي)
وسياتي إن شاء الله تعالى بيان وجه هذا اﻻقتران .




المعنى في اللغة:

الكبير من صيغ المبالغة، ويكون الكبر في اتساع الذات، وعظمة الصفات ،قال تعالى :
💠(
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) [سورة اﻷنبياء : 58]وقوله عزوجل:
💠(
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) [سورة الفرقان : 52]
ويكون أيضاً في التعالي بالمنزلة والرفعة، كقوله جل شانه:
💠(
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا َۖ) 
[
سورة اﻷنعام : 123]

وكبرت الله ، أي: وصفته بالكبرياء، والعظمة، 

والكبر : العظمة وكذلك الكبرياء ،
والكبير: العظيم الجليل.


📚وحاصل هذه المعاني ، أن الكبير يدل على:كبر الذات،كبر الشأن، كبر المنزلة،والرفعة، والكبرياء، وكمال الصفات.




    المعنى في حق الله تعالى 

 الله تبارك وتعالى هو الكبير على اﻹطﻻق :
💫1-
الذي كبر وعﻻ في ذاته، فهو أكبر من كل شيء ، وأعظم وأجل ، وأعلى ،من كل شيء.
💫2- وهو الكبير في أوصافه ، فكلها كمال ، وعظمة، ﻻ سمي له فيها ، وﻻ مثيل ، وﻻ شبيه، وﻻ نظير.
💫3- و هو الكبير في أفعاله ، فعظمة خلقه ، تشهد بجﻻل أفعاله .
💫4- الذي كبر عن شبه المخلوقين ، فليس له شبيه ، وﻻ مثيل. 
💫5- وهو تعالى الكبير العظيم ذو الكبرياء، الذي صغر دون جﻻله وعظمته كل كبير .
💫6- المصرف عباده  على ما يريد ، من أمر أو نهي،بكمال الحكمة والعدل، ﻻ يقضى دونه أمر وﻻ يرد حكمه أحد في الكون.
💫7 - وهو الذي له العظمة الكبرياء ، واﻹجﻻل، والسلطان، في السموات والأرض ، وفي قلوب والسنة أوليائه وأصفيائه اﻷبرار. 
💫8- وهو الذي كبر وتعالى عن كل النقائص والمساوئ والعيوب.
   

الصفة المشتقة

الصفة المشتقة من اسمه (الكبير) صفة { الكبر } وهي من صفات الله الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة.
💠
قال تعالى :
(
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
ومن السنة :
قوله صلى الله عليه وسلم:( الله أكبر ، الله أكبر،خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) بفتح الذال.



جلال الكبير

جﻻل كبريائه عزوجل ﻻ يعلمها إﻻ هو ، ﻻ ملك مقرب ، و لا نبي مرسل ، فاختص الله عزوجل بها، فمن نازعه فيها عذبه ،
 
قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه  عزوجل : ( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار)رواه أحمد وأبو داود.

ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان:
احدهما: يرجع إلى صفاته سبحانه، وأن له جميع معاني العظمة والجلال،  كالقوة، والعزة، وكمال القدرة، وسعة العلم ، وكمال المجد، وغيرها من أوصاف العظمة والكبرياء،
ومن عظمته أن السموات السبع واﻷرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
💠قال تعالى :
(
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الزمر : 67]
فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة ، الوصفان اللذان ﻻ يقادر قدرهما ، وﻻ يبلغ العباد كنههما ،وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في ركوعه وسجوده :( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة).رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
و النوع الثاني:أنه ﻻ يستحق أحد التعظيم والتكبير واﻹجﻻل والتمجيد غيره سبحانه.
 فيستحق على العبادِ أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وأعمالهم ، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والخوف منه .ومن تعظيمه سبحانه أن يطاع فﻻ يعصى ، ويذكر فﻻ ينسى ، ويشكر فﻻ يكفر .ومن تعظيمه سبحانه وإجﻻله أن يخضع ﻷوامره وشرعه وحكمه ، وأن ﻻ يعترض على شيء من خلقه وﻻ شيء من شرعه،.
ومن تعظيمه تعظيم ما عظمه واحترامه ، من زمان ومكان وأشخاص واعمال،

التكبير

إن من أعظم اﻷذكار التي يحبها الله عزوجل والتي شرعها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم: ذكره سبحانه بالتكبير؛ وذلك :
بقول: (اللَّهُ أكثر(
وهي مواضع كثيرة جداً منها:
قول الله تعالى بعد آيات الصيام:
َ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة البقرة : 185]
والمقصود به التكبير ليلة عيد الفطر إلى أن تنقضي الصلاة.
وقوله عزوجل عن ذبح اﻷنساك في الحج:
(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [سورة الحج : 37]
قول :( الله أكبر ) للدخول في الصﻻة، فتحريم الصﻻة التكبير وتحليلها السﻻم. 
وكذلك تكرار التكبير لﻹنتقال من ركن إلى ركن في الصﻻة.
اﻹتيان به في اﻵذان واﻹقامة في أولها وآخرها وبصورة متكررة.
عند الشروع في الطواف حول الكعبة وعند محاذاة الحجر الأسود في كل شوط.
عند الصفا والمروة في السعي بينهما.
عند ركوب الدابة في السفر ، وعند اﻹرتفاع على كل شرف من اﻷرض. 
عند رمي الجمرات في الحج.
🔟 مشروعيته في عشرة ذي الحجة وأيام التشريق.
💠11- مشروعيته مع التسبيح والتحميد عقب صلاة الفريضة.
💠12-مشروعيته مع التسبيح والتحميد عند النوم.
💠13-مشروعيته مع التسبيح والتحميد عندما يتعار اﻹنسان من نومه .
💠14- عند رؤية الهلال في أول الشهر .
💠15- الذكر المطلق بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل، وأنهن الباقيات الصالحات، وأنهن أحب الكلمات إلى الله.
💠16- عند الذبح عموما قول (بسم الله والله اكبر).
💠 17- عند رؤية آيات الله عزوجل وعند التعجب وتعظيم الله عزوجل .
💠18-في الجهاد والغزو والفتوحات.

 هذا الذكر العظيم يحمل من معاني العظمة والجلال والكبرياء ما ينبغي أن يثمر في قلب المؤمن وأعماله من اﻵثار التي تدل على تكبير الله عزوجل وتعظيمه وتعظيم اوامره؛
💠قال تعالى :
ِّ (ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
أي: عظمة وأجله باﻹخبار باوصافه العظيمة ، وبالثناء عليه ، بأسمائه الحسنى ، وبتمجيده بأفعاله المقدسة ، وبتعظيمه وإجﻻله بعبادته وحده ﻻ شريك له،  وإخﻻص الدين كله له.



تأمل في الموطن التي شرع فيها 
         قول الله أكبر

تجد أن هذا الذكر قد شرع إما قبل الشروع في عبادة أو بعدها،
أو في المواطن الكبار التي يجتمع فيها الناس،
أو في حضور عدو من شياطين الجن واﻹنس،
أو عند رؤية آية من آيات الله عزوجل.
💠وعن سر التكبير في هذه المواطن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ساق بعض هذه المواضع :
( وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع ،💫 أو لعظمة الفعل 💫، أو لقوة الحال💫
أو نحو ذلك من اﻷمور الكبيرة ليبين أن الله أكبر 💫وتستولي كبريائه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار ،💫 فيكون الدين كله لله،💫  ويكون العباد له مكبرين،💫 فيحصل لهم
مقصودان:مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود اﻻستعانه بانقياد الطالب لكبريائه)
             


معنى (الله أكبر(

يقول رحمه الله تعالى :( وفي قول( الله أكبر ) إثبات عظمته 💫فإن الكبرياء يتضمن العظمة💫ولكن الكبرياء أكمل ولهذا جاءت اﻷلفاظ المشروعة في الصﻻة واﻵذان بقول ( الله أكبر ) فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم ).
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن معنى التكبير:( فالله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ذاتا وقدرا وعزة وجﻻلة💫فهو أكبر من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله).
   


سر التكبير في الصﻻة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :( ....لما كان المصلي قد تخلى عن الشواغل وقطع جميع العﻻئق وتطهر وأخذ زينته وتهيأ للدخول على الله تعالى ومناجاته 💫شرع له أن يدخل دخول العبيد على الملوك💫فيدخل بالتعظيم واﻹجﻻل 💫فشرع له أبلغ لفظ يدل على هذا المعنى وهو قول:( الله أكبر ) فإن في اللفظ من التعظيم والتخصيص واﻹطﻻق في جانب المحذوف بمن ما ﻻ يوجد في غيره).
ويقول أيضاً عن سر التكبير في الصﻻة ( فإن العبد إذا وقف بين يدي الله -عزوجل -وقد علم أن ﻻ شيء أكبر منه 💫وتحقق قلبه ذلك وأشربه سره استحيا من الله ومنعه وقاره وكبرياؤه أن ينشغل قلبه بغيره💫ومالم يستحضر هذا المعنى فهو واقف بين يديه بجسمه 💫وقلبه يهيم في أودية الوساوس والخطرات💫وبالله المستعان💫فلو كان الله أكبر من كل شيء في قلب هذا لما اشتغل عنه بصرف كلية قلبه إلى غيره
كما أن الواقف بين يدي الملك المخلوق لما لم يكن في قلبه أعظم منه لم يشتغل قلبه بغيره ولم يصرفه عنه صارف).
       

💠ذكر التكبير على الهداية💠

ورد ذكر التكبير على الهداية في موضعين من القرآن الكريم:
💫اﻷول : بعد ذكر الصيام و شرعه الله-عزوجل - فيه من الرخصة والتيسير،
💠قال تعالى :
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة البقرة : 185]
وقد أخذ كثير من المفسرين من هذه اﻵية مشروعية التكبير بعد رؤية هلال شهر شوال إلى انقضاء  صﻻة العيد.

💫والثاني: بعد قضاء مناسك الحج، وعند ذبح الهدي واﻷضاحي، 
💠
قال تعالى:
(
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [سورة الحج : 37]
💠 وعن مشروعية التكبير على الهداية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :( ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر ، ﻷن هذه الثﻻثة أكبر ما يطلب العبد وهي جماع مصالحه.
والهدى أعظم من النصر والرزق  ﻷن الرزق والنصر قد ﻻ ينتفع بهما  إﻻ في الدنيا ، وأما الهدى فمنفعته في اﻵخرة قطعا).




الفروق بين :
الكبير والعظيم والمجيد.

التكبير معناه التعظيم ولكن ليس مرادفا له، فالكبرياء أكمل من العظمة ؛ ﻷنه يتضمنها ويزيد عليها في المعنى ، لهذا جاءت اﻷلفاظ المشروعة في الصﻻة واﻵذان بقول ( الله أكبر) كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( يقول تعالى : الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد منهما قذفته عذبته)،
فجعل العظمة كاﻹزار، والكبرياء كالرداء، ومعلوم أن الرداء أشرف من ، فلما كان التكبير أبلغ من التعظيم صرح بلفظه . وتضمن ذلك التعظيم.
أما المجيد فيرجع إلى كثرة اوصافه وسعتها ، وبلوغ النهاية في عظمتها،  فالمجيد في ذاته وصفاته وأفعاله وأقواله. 
(
من كﻻم ابن تيمية ).



اﻻقتران مع الأسماء اﻷخرى.

المتعال:
ورد اقترانه باسمه سبحانه الكبير مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى:
💠(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [سورة الرعد : 9]
فهو سبحانه الكبير في ذاته وأسمائه وصفاته، الذي هو أكبر من كل شيء، الكبير الذي كل شيء دونه،
وهو المستعلي على كل شيء بقدرته وقهره، فهو سبحانه ذو العظمة والكبرياء، ( المتعال)عما يقول المشركون. 

العلي:
فقد اقترن اسمه سبحانه( الكبير)باسمه سبحانه ( العلي) في سورة :
الحج - لقمان - غافر - سبأ - النساء -
💠
قال تعالى :
(
ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) [سورة غافر : 12]
العلي: العلو، والرفعة ، والسمو، والتعالي على اﻹطﻻق في : الذات ، والصفات،
الكبير: يجمع معاني العظمة والسعة ، في ذاته وصفاته وجﻻله،

فدل هذا اﻻقتران على أنه تعالى:
كبير في علوه علي في كبريائه
فهو أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء، كما هو فوق كل شيء، وعال على كل شيء.
ودل اﻻقتران كذلك على أن حكمه سبحانه يعلو وتذعن له النفوس ، حتى نفوس المتكبرين والمشركين. 
فبهذا اﻻقتران يحصل:الكمال المطلق :العلو والكبرياء، والكبرياء فيه كمال الكمال ،ﻷن علوه وكبرياءه ينفيان خﻻفه. "

 التعبد باسمه الكبير سبحانه وتعالى:

من أعتقد وآمن بأن الله تعالى أكبر من كل شيء، وأن كل شي مهما كبر يصغر عند كبرياء الله تعالى وعظمته ، علم علم اليقين أن كبرياء الرب وعظمته وجﻻله وجماله وسائر أوصافه ونعوته أمر ﻻ يمكن أن تحيط به العقول أو تتصوره اﻷفهام ، أو تدركه اﻷبصار واﻷفكار ، فالله أعظم وأكبر من ذلك، 

💠 قال تعالى :
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
ومن عرف عظمة الله وكبريائه ذل لربه وانكسر بين يديه ،
و صرف له أنواع العبادة ، واعتقد  انه المستحق لها دون سواه ، وعرف أن كل مشرك لم يقدر ربه العظيم حق قدره، 
💠كما قال تعالى :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الزمر : 67]
ومن عرف الله باسمه الكبير تعبد له بالخوف منه، والحياء منه، والخشوع والخضوع له، واﻹستكانة والتذلل لعظمته وجبروته، ومحبيته، وإفراده وحده بالعبادة، والمبادرة إلى طاعته، بامتثال أمره واجتناب نهيه، واﻹخﻻص له سبحانه، وتعظيم امره، واﻹنقياد لحكمه.

من عرف الله باسمه الكبير علم أن العظمة والكبرياء لله وحده، وأنه ﻻ حظ له من هذا اﻻسم، إنما حظه : الذل واﻹفتقار للكبير القهار، فينبغي له أن يﻻزم التكبير والتعظيم لربه في الليل والنهار، وأن يخلع عن نفسه اوصاف الربوبية، ويلبس رداء العبودية،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ﻻ يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
 فالتعبد باسم الله الكبير في الباطن يكون يكون :
بالتصاغر لكبريائه واﻹنكسار بين يديه،
والمسارعة إلى طاعته ، وعدم اﻹستكبار عن اوامره،
والحياء من معصيته، 
💠
قال تعالى :
(
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [سورة الملك : 12]
أما في الظاهر فيكون:
بتكبيره وتعظيمه💫
وتوحيده وحمده💫
وتسبيحه💫
وسجود اﻷعضاء له💫
وتمريغ الوجوه في التراب ذﻻ بين يديه💫
وذرف الدموع حياء وصغارا وخشوعا بين يديه، 💫
ومجانبة كل مكروه إليه💫
💠قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩) [سورة الحج : 77]
فستشعار صغر قدر النفس وضعفها في التعبد أمام ربها ، وافتقارها وذلها بين يدي ربها الكبير ، يجعل العبد أعظم قربة إلى الكبير سبحانه.
فإذا عرفت أن ربك هو الكبير المتكبر لكمال ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فعليك أن تطيعه وتعبده وتعرض عن كل ما سواه، وتلزم نفسك بالتصاغر للعزيز الجبار المتكبر. 
💠
قال تعالى :
(
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [سورة مريم : 65]
 وإياك أن تخالف أمره وتستكبر عن عبادته فتشقى في الدنيا والآخرة، 
💠قال تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [سورة غافر : 60]
فاخضع لربك الكبير المتعال، بالتذلل والصغار واﻹنكسار، وإياك والكبر فإنه أصل أخﻻق الشر كلها ، فﻻ يظهر منك في قول وﻻ فعل وﻻ هيئة، وﻻ في خلق،
💠قال تعالى في وصية لقمان ﻻبنه:
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [سورة لقمان : 18]
واعلم أن تصاغرك بين يدي ربك شرفك عنده،
💠قال تعالى :
(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) [سورة السجدة : 15]


واعلم أن غمط الناس ازدرائهم، ومن ازدرائهم رد الحق على قائله، وهذا أصل العصيان كله، وهذا الذي بسببه لعن إبليس وطرد من الجنة،
💠قال تعالى :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [سورة البقرة : 34]
وفي الحديث :
(لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ . قال رجلٌ : إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً . قال : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ . الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ) ٍصحيح مسلم.
بطر الحق:رده
غمط الناس:ازدرائهم
فإياك أن تنظر ﻷحد من الخلق بعين اﻹستكبار واﻹستصغار واﻹحتقار، 
💠قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة الحجرات : 11]
واحذر الفخر والعجب والبطر، وجانب الكبر كله وما تولد منه تسلم وتغنم وتؤجر، 
💠قال تعالى :
(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة لقمان : 22]
        
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [سورة آل عمران : 8]



No comments:

Post a Comment