الحي جل جلاله
ثبوت اﻻسم :
ورد اسمه سبحانه ( الحي) خمس مرات في القرآن الكريم، منها ثﻻث مرات
مقترن بالقيوم، ومرتان منفرد.
والمواضع هي:
قوله تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ُ) [سورة البقرة : 255]
وقوله :
( الم♧ اللَّهُ
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [سورة آل عمران : 2]
وقوله :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ) [سورة طه : 111]
وقوله :
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ
بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)[سورة الفرقان : 58]
وقوله :
(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ)
[سورة غافر : 65]
وفي السنة :
قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث). رواه الترمذي في
صحيحه.
وقوله صلى الله عليه وسلم
:( اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، أعوذُ
بعزتك ﻻ إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت والجن واﻹنس يموتون).رواه
مسلم
المعنى في اللغة
قال في اللسان: (الحياة نقيض الموت ..والحي من كل شيء نقيض الميت
المعنى في حق الله تعالى
الله تعالى هو (الحي) الباقي الدائم
الذي ﻻ يجوز عليه الموت وﻻ الفناء عز وجل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا،
فهو سبحانه (الحي) الذي
لم يزل موجوداً، وبالحياة موصوفا، فحياته سبحانه لم تسبق بعدم ، وﻻ يلحقها زوال .
فله سبحانه الحياة الكاملة، فهو سبحانه حي ﻻ اول له بحد وﻻ آخر له
بأمد.
فمن تمام حياته سبحانه وكمالها: أنه جل شأنه ﻻ تأخذه سنة وﻻ نوم ،
وﻻ نقص ، وﻻ ضعف، وﻻ سهو ، وﻻ غفلة ، وﻻ عجز وﻻ موت ، بأي حال من الأحوال ،
قال تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا
تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ ُ) [سورة البقرة : 255]
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ
ﻻ ينام وﻻ ينبغي له أن ينام )صحيح مسلم.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع
والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك.
الصفة المشتقة
والصفة المشتقة من اسمه سبحانه ( الحي ) هي
صفة {الحياة} وهي صفة ذاتية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة.
ثبوت الإسم
ورد هذا اﻻسم الجليل في القرآن الكريم في ثﻻث مواضع مقترنا باسمه تعالى الحي
في قوله تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ُ) [سورة
البقرة : 255 ]
وقوله :
(الم♧اللَّهُ
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [سورة آل عمران : 2]
وقوله :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) [سورة طه : 111]
ولم يرد هذا اﻻسم في
القرآن الكريم منفردا.
ولكن ورد ذكر (القائم) في قوله تعالى :
🔄(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ
بِمَا كَسَبَتْ ۗ ) [سورة الرعد : 33]
والقيام على كل نفس من لوازم اسمه سبحانه (
القيوم ).
أما في السنة:
فقد ورد مقترنا باسمه
سبحانه ( الحي ) كما في قوله صلى الله عليه وسلم :( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ).
وجاء مفردا مضافاً في قوله صلى الله عليه
وسلم في استفتاح صﻻة الليل:( اللهم لك الحمد انت قيوم السموات والأرض ومن فيهن.
.الحديث)متفق عليه.
المعنى في اللغة :
جاء في اللسان:القيوم:
من صيغ المبالغة في
من صيغ المبالغة في
🍥 القيام على الشيء ،
❄والرعاية
له ،
🍥والمحافظة،
❄ واﻹصﻻح.
المعنى في حق الله تعالى :
🔄 الله تبارك وتعالى هو القيوم
الذي له القيومية الكاملة على كل شيء، من كل الوجوه.
فهو سبحانه القائم بنفسه
مطلقا ، ﻻ بغيره ، فلم يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، لكمال غناه وقدرته.
وهو الذي قامت به جميع المخلوقات ، من في
اﻷرض ومن في السماوات،فﻻ بقاء لها وﻻ صﻻح إﻻ به سبحانه،
🔄 فهي فقيرة إليه من كل الوجوه ،
🔄 وهو غني عنها من كل وجه،
حتى العرش وحملته ، فالعرش إنما قام بالله، وحملته ما قامت إﻻ
بالله تعالى.
و هو القيوم القائم
بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ، ورزقهم ، وعلمه بأمكنتهم، وحفظهم ، والعناية
والرعاية بهم في كل وقت وحين.
وقيامه تبارك وتعالى بتدبير الخﻻئق وتصريف
أمورهم بالعدل والقسط،
قال تعالى :
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ
وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران : 18]
ومن معاني القيوم
يتضمن أنه الباقي الذي ﻻ يزول ،و ﻻ ينقص ، وأنه لم يزل وﻻ يزال دائما باقيا
أبدا موصوفا بصفات الكمال والجﻻل في ذاته وصفاته وأفعاله.
لذلك كان من تمام كونه قيوما ﻻ يزول ، أنه ﻻ
تأخذه سنة وﻻ نوم، ﻷن السنة والنوم فيهما زوال ينافي القيومية ، لما فيهما من
النقص بزوال كمال الحياة والقدرة ، فإن النائم يحصل له من نقص العلم والقدرة
والسمع والبصر والكﻻم وغير ذلك.
فجﻻل القيوم أنه جامع
لجميع صفات اﻷفعال ، ﻻ يتعذر عليه فعل .
الصفة المشتقة من اسم القيوم :
هي صفة القيومية
وهي صفة ذاتية ثابتة لله عزوجل بالكتاب والسنة،
🔄 قال تعالى :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)
[سورة طه : 111 ].
🔄وقوله صلى الله عليه وسلم في
تهجده:( لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن)
من آثار اﻹيمان بهذين
اﻻسمين الجليلين:
أوﻻ : مجبته عز وجل وإجﻻله وتوحيده:
فعلم العبد أن ربه سبحانه له الحياة المطلقة والتي تتضمن جميع صفات
الكمال هذا يوجب محبته وتوحيده والسرور مما تندفع به الكروب ، والهموم والغموم ،
المناسبة بين ضيق الكرب وسعة هذه اﻷوصاف:
في دعاء الكرب:( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )هذا الدعاء الذي له في
دفع الداء :❄فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال ، مستلزمة لها ،
❄وصفة
القيومية متضمنة لجميع صفات اﻷفعال ،
🍥لهذا قيل أن (الحي القيوم) هو
اسم الله اﻷعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
❄فالحياة
التامة تضاد جميع اﻵﻻم والنقصان ،
🍥ونقصان الحياة يضر باﻷفعال،
وينافي القيومية ،
فكمال القيومية
لكمال الحياة ،
🍥ف(الحي) المطلق التام الحياة ﻻ
تفوته صفة الكمال البتة .
❄و(القيوم)
ﻻ يتعذر عليه فعل البتة .
🍥فالتوسل بصفة الحياة والقيومية
له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ، ويضر باﻷفعال.
❄والمقصود
: أن ﻻسم (الحي القيوم) تأثير خاصا في إجابة الدعوات، وكشف الكربات.
ثانيا: التوكل الصادق على الله عز وجل:
يقول تعالى :(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [سورة الفرقان : 58]
فمن آمن بأن ربه سبحانه
هو الحي الذي له الحياة الكاملة ، وهو الحي الذي ﻻ يموت وﻻ تأخذه سنة وﻻ نوم وﻻ
غفلة ،
يكون توكله فجميع أموره
عليه وحده سبحانه ربه هو زخره وملجأه في كل حين ،
ويقطع تعلقه ورجاءه في
الخلق الضعاف الذين يموتون وينامون ويغفلون وينسون ، وﻻ يملكون ﻷن فيهم ضرا وﻻ
نفعا فضﻻ أن يملكون لغيرهم .
❄ ومن
أعظم ما يتوكل على الله عز وجل فيه هو طلب الهداية والثبات على اﻹيمان ، وعدم
الزيغ عنه ،
🍥 لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل بحاله وفقره واستسﻻمه
لربه -عزوجل -
❄
ويتوسل بعزته سبحانه وباسمه (الحي) الذي ﻻ يموت في حفظ إيمانه ،
رواه مسلم.
🍥واﻻستعاذة بهذا اﻻسم العظيم من
الضﻻل والغواية ،
كما ورد في دعائه
صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
(" اللهمَّ ! لك أسلمتُ . وبك آمنتُ . وعليك توكلتُ . وإليك أنبتُ . وبك
خاصمتُ . اللهمَّ ! إني أعوذ بعزَّتِك ، لا إله إلا أنت ، أن تُضِلَّني . أنت
الحيُّ الذي لا يموتُ . والجنُّ والإنسُ يموتون " . )رواه مسلم.
ثالثاً : الزهد في الحياة
الدنيا وعدم اﻻغترار بها :
🍥ﻷنه مهما أعطي العبد من العمر
فﻻبد من الموت ،
❄
أما الحياة الدائمة التي يهبها (الحي القيوم ) لعباده المؤمنين فهي في الدار اﻵخرة
في جنات النعيم ،
(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [سورة العنكبوت : 64]
🍥 وهذا الشعور يدفع المسلم إلى اﻻستعداد لﻵخرة
والسعي لنيل مرضات الله - عزوجل -
قال تعالى :(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [سورة العنكبوت : 64]
🍥 فحياة أهل الجنة دائمة بإدامة الله ( الحي
القيوم ) لها.
رابعاً: اسمه سبحانه ( الحي ) يقتضي صفات
كماله - عزوجل - كلها:
🍥 فمن أنكر صفات كمال الله وعطلها
، لم يؤمن بأنه (الحي)؛
و اﻹيمان بصفات كماله سبحانه يقتضي آثار صفات كماله كلها ،
فتحصل من ذلك أن التعبد لله - عزوجل - باسمه (الحي ) يوجب التعبد
لله سبحانه بجميع صفاته وأسمائه الحسنى كلها وأن آثارها إنما هي آثار ﻻسمه سبحانه
( الحي ).
خامساً: شهود قيوميته سبحانه ﻷوليايه:
❄قيوميته
سبحانه وتعالى لكل شيء من المخلوقات جامدها ومتحركها، فاجرها وتقيها، إﻻ أن ﻵثار
قيوميته سبحانه بأوليائه وبمن أحبه شأن آخر ،
🍥يظهر في حفظه ولطفه ورعايته بعباده المتقين ، وهذا يقتضي محبة الله
عزوجل المحبة التامة ، والركون إليه ، والتعلق به وحده، والسكون إليه والرضا
بتدبيره،
سادساً: الله تعالى يحب أسمائه وصفاته ويحب
أن يتحلى بها عباده على ما يحبه ويرضاه:
🍥فعليك بدوام طاعته ولزوم سبل
محابه ،
❄فكما
دوام الله عليك بإحسانه ، وتابع عليك إنعامه ، فداوم أنت على ذكره وشكره وحسن
عبادته.
No comments:
Post a Comment