Friday, June 13, 2014

الحي القيوم

الحي جل جلاله

ثبوت اﻻسم :




ورد اسمه سبحانه ( الحي) خمس مرات في القرآن الكريم، منها ثﻻث مرات مقترن بالقيوم، ومرتان منفرد.

والمواضع هي:
قوله تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ُ) [سورة البقرة : 255]
وقوله :
( الم اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [سورة آل عمران : 2]
وقوله :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ) [سورة طه : 111]


وقوله :
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)
[سورة الفرقان : 58]


وقوله :
(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ) [سورة غافر : 65]


وفي السنة :
قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث). رواه الترمذي في صحيحه.
وقوله صلى الله عليه وسلم :( اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، أعوذُ بعزتك ﻻ إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت والجن واﻹنس يموتون).رواه مسلم

 المعنى في اللغة



قال في اللسان: (الحياة نقيض الموت ..والحي من كل شيء نقيض الميت 

 المعنى في حق الله تعالى

الله تعالى هو (الحي) الباقي الدائم  الذي ﻻ يجوز عليه الموت وﻻ الفناء عز وجل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا،
فهو سبحانه (الحي) الذي لم يزل موجوداً، وبالحياة موصوفا، فحياته سبحانه لم تسبق بعدم ، وﻻ يلحقها زوال .


فله سبحانه الحياة الكاملة، فهو سبحانه حي ﻻ اول له بحد وﻻ آخر له بأمد. 

فمن تمام حياته سبحانه وكمالها: أنه جل شأنه ﻻ تأخذه سنة وﻻ نوم ، وﻻ نقص ، وﻻ ضعف، وﻻ سهو ، وﻻ غفلة ، وﻻ عجز وﻻ موت ، بأي حال من الأحوال ،

قال تعالى :
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ ُ) [سورة البقرة : 255]

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ ﻻ ينام وﻻ ينبغي له أن ينام )صحيح مسلم.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك.

الصفة المشتقة
والصفة المشتقة من اسمه سبحانه ( الحي ) هي صفة {الحياة} وهي صفة ذاتية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة. 

القيوم جل جلاله

ثبوت الإسم

ورد هذا اﻻسم الجليل في القرآن الكريم في ثﻻث مواضع مقترنا باسمه تعالى الحي
في قوله تعالى :


(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ُ) [سورة البقرة : 255 ]


وقوله :
(الماللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [سورة آل عمران : 2]


وقوله :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) [سورة طه : 111]


ولم يرد هذا اﻻسم في القرآن الكريم منفردا. 
ولكن ورد ذكر (القائم) في قوله تعالى :
🔄(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ ) [سورة الرعد : 33]
والقيام على كل نفس من لوازم اسمه سبحانه ( القيوم ).
أما في السنة:
فقد ورد مقترنا باسمه سبحانه ( الحي ) كما في قوله صلى الله عليه وسلم :( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ).
وجاء مفردا مضافاً في قوله صلى الله عليه وسلم في استفتاح صﻻة الليل:( اللهم لك الحمد انت قيوم السموات والأرض ومن فيهن. .الحديث)متفق عليه. 


المعنى في اللغة :
جاء في اللسان:القيوم:
من صيغ المبالغة في


🍥 القيام على الشيء ،
والرعاية له ،
🍥والمحافظة،
واﻹصﻻح.


المعنى في حق الله تعالى :

🔄 الله تبارك وتعالى هو القيوم الذي له القيومية الكاملة على كل شيء،  من كل الوجوه.
فهو سبحانه القائم بنفسه مطلقا ، ﻻ بغيره ، فلم يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، لكمال غناه وقدرته.


وهو الذي قامت به جميع المخلوقات ، من في اﻷرض ومن في السماوات،فﻻ بقاء لها وﻻ صﻻح إﻻ به سبحانه،


🔄 فهي فقيرة إليه من كل الوجوه ، 

🔄 وهو غني عنها من كل وجه، 
حتى العرش وحملته ، فالعرش إنما قام بالله، وحملته ما قامت إﻻ بالله تعالى.
و هو القيوم القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ، ورزقهم ، وعلمه بأمكنتهم، وحفظهم ، والعناية والرعاية بهم في كل وقت وحين.


وقيامه تبارك وتعالى بتدبير الخﻻئق وتصريف أمورهم بالعدل والقسط،
قال تعالى :
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران : 18]


 ومن معاني القيوم





يتضمن أنه الباقي الذي ﻻ يزول  ،و ﻻ ينقص ، وأنه لم يزل وﻻ يزال دائما باقيا أبدا موصوفا بصفات الكمال والجﻻل في ذاته وصفاته وأفعاله.

لذلك كان من تمام كونه قيوما ﻻ يزول ، أنه ﻻ تأخذه سنة وﻻ نوم، ﻷن السنة والنوم فيهما زوال ينافي القيومية ، لما فيهما من النقص بزوال كمال الحياة والقدرة ، فإن النائم يحصل له من نقص العلم والقدرة والسمع والبصر والكﻻم وغير ذلك.
فجﻻل القيوم أنه جامع لجميع صفات اﻷفعال ، ﻻ يتعذر عليه فعل .


الصفة المشتقة من اسم القيوم :




هي صفة القيومية

وهي صفة ذاتية ثابتة لله عزوجل بالكتاب والسنة،
🔄 قال تعالى :


(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) [سورة طه : 111 ]. 


🔄وقوله صلى الله عليه وسلم في تهجده:( لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن)


الحي القيوم

من آثار اﻹيمان بهذين اﻻسمين الجليلين: 





أوﻻ : مجبته عز وجل وإجﻻله وتوحيده:
فعلم العبد أن ربه سبحانه له الحياة المطلقة والتي تتضمن جميع صفات الكمال هذا يوجب محبته وتوحيده والسرور مما تندفع به الكروب ، والهموم والغموم ،


المناسبة بين ضيق الكرب وسعة هذه اﻷوصاف:
في دعاء الكرب:( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )هذا الدعاء الذي له في دفع الداء :
فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال ، مستلزمة لها ،
وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات اﻷفعال ،
🍥لهذا قيل أن (الحي القيوم) هو اسم الله اﻷعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
فالحياة التامة تضاد جميع اﻵﻻم والنقصان ،
🍥ونقصان الحياة يضر باﻷفعال، وينافي القيومية ،
فكمال  القيومية لكمال الحياة ،
🍥ف(الحي) المطلق التام الحياة ﻻ تفوته صفة الكمال البتة .
و(القيوم)  ﻻ يتعذر عليه فعل البتة .
🍥فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ، ويضر باﻷفعال.
والمقصود : أن ﻻسم (الحي القيوم) تأثير خاصا في إجابة الدعوات، وكشف الكربات.


ثانيا: التوكل الصادق على الله عز وجل:
يقول تعالى :
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [سورة الفرقان : 58]
فمن آمن بأن ربه سبحانه هو الحي الذي له الحياة الكاملة ، وهو الحي الذي ﻻ يموت وﻻ تأخذه سنة وﻻ نوم وﻻ غفلة ،
يكون توكله فجميع أموره عليه وحده سبحانه ربه هو زخره وملجأه في كل حين ،
ويقطع تعلقه ورجاءه في الخلق الضعاف الذين يموتون وينامون ويغفلون وينسون ، وﻻ يملكون ﻷن فيهم ضرا وﻻ نفعا فضﻻ أن يملكون لغيرهم .


ومن أعظم ما يتوكل على الله عز وجل فيه هو طلب الهداية والثبات على اﻹيمان ، وعدم الزيغ عنه ،


🍥 لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل بحاله وفقره واستسﻻمه لربه -عزوجل -
ويتوسل بعزته سبحانه وباسمه (الحي) الذي ﻻ يموت في حفظ إيمانه ،
🍥واﻻستعاذة بهذا اﻻسم العظيم من الضﻻل والغواية ،

كما ورد في دعائه  صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
(" اللهمَّ ! لك أسلمتُ . وبك آمنتُ . وعليك توكلتُ . وإليك أنبتُ . وبك خاصمتُ . اللهمَّ ! إني أعوذ بعزَّتِك ، لا إله إلا أنت ، أن تُضِلَّني . أنت الحيُّ الذي لا يموتُ . والجنُّ والإنسُ يموتون " . )
رواه مسلم.

ثالثاً : الزهد في الحياة الدنيا وعدم اﻻغترار بها :
🍥ﻷنه مهما أعطي العبد من العمر فﻻبد من الموت ،
أما الحياة الدائمة التي يهبها (الحي القيوم ) لعباده المؤمنين فهي في الدار اﻵخرة في جنات النعيم ،
🍥 وهذا الشعور يدفع المسلم إلى اﻻستعداد لﻵخرة والسعي لنيل مرضات الله - عزوجل - 
قال تعالى :
(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [سورة العنكبوت : 64]
🍥 فحياة أهل الجنة دائمة بإدامة الله ( الحي القيوم ) لها.

رابعاً: اسمه سبحانه ( الحي ) يقتضي صفات كماله - عزوجل - كلها:
🍥 فمن أنكر صفات كمال الله وعطلها ، لم يؤمن بأنه (الحي)؛
و اﻹيمان بصفات كماله سبحانه يقتضي آثار صفات كماله كلها ،
فتحصل من ذلك أن التعبد لله - عزوجل - باسمه (الحي ) يوجب التعبد لله سبحانه بجميع صفاته وأسمائه الحسنى كلها وأن آثارها إنما هي آثار ﻻسمه سبحانه ( الحي ). 

خامساً: شهود قيوميته سبحانه ﻷوليايه:


قيوميته سبحانه وتعالى لكل شيء من المخلوقات جامدها ومتحركها، فاجرها وتقيها، إﻻ أن ﻵثار قيوميته سبحانه بأوليائه وبمن أحبه شأن آخر ،


🍥يظهر في حفظه ولطفه ورعايته بعباده المتقين ، وهذا يقتضي محبة الله عزوجل المحبة التامة ، والركون إليه ، والتعلق به وحده،  والسكون إليه والرضا بتدبيره،

سادساً: الله تعالى يحب أسمائه وصفاته ويحب أن يتحلى بها عباده على ما يحبه ويرضاه:


🍥فعليك بدوام طاعته ولزوم سبل محابه ،


فكما دوام الله عليك بإحسانه ، وتابع عليك إنعامه ، فداوم أنت على ذكره وشكره وحسن عبادته.
      

No comments:

Post a Comment