Monday, June 16, 2014

المهيمن

بسم الله الرحمن الرحيم
                                أسماء الله الحسنى                               
المهيمن) جل جلاله)

ثبوت اﻻسم 


ورد هذا اﻻسم في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى :

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الحشر : 23]

 معناه في اللغة
اسم فاعل للموصوف بالهيمنة.
والهيمنة على الشيء:
              السيطرة عليه،
              وحفظه ،
            والتمكن منه.
وهيمن على الشيء :
       راقبه،
       وسيطر عليه،
       وحفظه.
      
معناه في حق الله 

🔖قال ابن جرير : وقوله المهيمن اختلف أهل التأويل في تأويله،
🔖 قال بعضهم: المهيمن الشهيد؛ أي الذي يشهد.
🔖وقال أيضًا : وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء -يعني راقبه- وحفظه وشهده قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن.
⛔يعني من الذي يسمى مهيمن؟ من جمع ثلاث صفات
1.    المراقبة
2.    الحفظ
3.    الشهادة
يراقب الشيء ويحفظه ويشهد عليه، وكل واحدة لها ضدّ :
              1-ضد الحفظ التضييع
2-              ضد المراقبة الغفلة
3-              ضد الشهادة الغياب.
🌑 فالمراقبة والشهادة قريبين من بعض في المعنى.

قال ابن كثير: قال ابن عباس وغير واحد:
📍
المهمين هو: الشاهد على خلقه بأعمالهم.
بمعنى هو رقيب عليهم، فحتى يكون شاهدًا على الخلق بأعمالهم لابد أن يكون رقيبًا عليهم, يرقبهم ثم يشهد كل شيء، شاهد لا يغيب عنهم أبدًا,كقوله: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[1]، وقوله: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ على مَا يَفْعَلُون}[2] .
قال تعالى:  {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}[3] رقيب قائم عليهم شهيد لِمَا تكسب النفوس.
وقال السعدي رحمه الله: المهيمن المطلع على خبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علمًا، وهذا من معاني الشهيد.
وقال بعض أهل العلم : المهيمن معناه في حق الله أنه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.
فما معنى قائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم؟
إنما قيامه عليهم بطلاعه و استيلائه وحفظه, وكل مشرف على كل الأمر مستولى عليه حافظ له فهو مهيمن عليه.
1.    أي أنه مطلع عليهم
2.    متمكن منهم لا يستطيعوا ينفذوا منه يمنة أو يسره لا يخرجون عن سلطانه وقدرته
3.    وهو أيضا لهم حافظ مطلع وقادر.
* وكل مشرف على كل الأمر مستولى عليه حافظ له فهو مهيمن عليه؛

🔖مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 

 كلمة مهيمن بالنسبة للخلق , متى يوصف أحد أنه مهيمن؟

إن كان مشرف على أمر ينظر إليه، مراقب له، ومتمكن منه تمامًا ،وحافظ له، نقول هذا مهيمن ومسيطر على الأمر,  وهذا في كلامنا على الخلق.
الإشراف يرجع إلى العلم،
الله رقيب بمعنى أنه رقيب شهيد حفيظ،
🌑
بمعنى له العلم التام بكل أفعال خلقه، 
🌑
وله الكمال في قدرته على تصرفيهم وتدبيرهم,
🌑 وأنه سبحانه وتعالى حفيظ والحفظ يعود الى فعل الحفظ أنه يحفظ.
ويتصف سبحانه وتعالى بالعلم وكمال القدرة وكمال الفعل،
وكمال الفعل هنا هو كمال الحفظ، كل هذه الثلاثة تجتمع في اسمه المهيمن.
🔄 فالجامع بين هذه المعاني
        💭
اسمه المهيمن،💭
🚫 ولن يجتمع هذا على الإطلاق والكمال إلا لله،
رقيب وشهيد يعودان الى العلم والقدرة ,
والحفيظ يعود الى قدرته على فعل الحفظ.
  
(آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن



من آثار الايمان باسم المهيمن:  

🔎 مراقبة الله في السر والعلانية والخوف منه وإجلاله وتعظميه.
فلو كنت تعلم:
🔸 أن الله عز وجل مطلع على ما قام في قلبك،
🔸 مطلع على فعلك ،
🔸شهيد عليه حافظ لك هذا الفعل؛
🔸 سيحاسبك عنه ؛
           

           ستهتم بمراقبته,
🔎إذا كان هو لك رقيب ستكون في المقابل أنك له مراقب.

كيف ستراقبه؟
ستراقب أعمالك .

ما مفهوم مراقبة الله؟
الله من وصفه أنه عليك رقيب؛
يعني شهيد على أعمالك يشهدها ويعلمها ويراقب حركات قلبك وحركات بدنك ولفظك ,
وما قام في القلب من تقدم أو تراجع يراقب هذا كله ويشهده ويحفظه.
يعني ستأتي اللحظة التي ستحاسب عليها،
🌑 إذا فهمت هذا وجب عليك مراقبة الله، ليس أن تراقب أفعاله
           -
لا تستطيع- 
🚫
إنما تراقب أفعالك؛ لأنك تعلم أن الله يراقبك ينظر إليك يشهد على أعمالك.
🌑 وصف الهيمنة معناه:
أن تعلم أن المراقبة ليست للظاهر إنما الباطن والظاهر,
ثم هذه الهيمنة لا يخرج منها شيء أبدًا ما يفوت عليه شيء،
فحركات القلب الله عز وجل رقيب عليها شاهد على وقوعها وكفى به شهيدًا.
يوم القيامة يقول الله للعبد فعلت كذا ولا يحتاج له سبحانه وتعالى شاهد,
🔸 إذا قال لك فعلت كذا إذا انت فعلت يكفيك أن  يكون هو الشهيد،
🔸 إذا راقبك وشهد على فعلك وحفظه فهو مكتوب, فلما يأتي الحساب لا يمكنك أبدًا ردّ ما يشهد الله على أنك فعلته.
فعليك وأنت في الحياة أن تلاحظ وتراقب ما يراقبه الله, الله عز وجل يراقب فيك قلبك ولسانك وبدنك 
   
🔸 والتوافق بين هذا كله,🔸
🔎المراقبة فعل للعبد لنفسه،
🔎 يراقب فيه ما يراقبه الله،
فالله عز وجل مع جلاله وعظمته لكنه إلى قلبك ناظر!
وإلى فعل قلبك وفعل بدنك شاهد!
ثم أنه لهذا كله حافظ, فهو مهيمن عليك.
     
و من آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن : (

🌑الخوف منه وإجلاله وتعظيمه.
فالله يراقب قلبك ويحاسبك على ما قام فيه,
تسيء الظن يظهر لك من المواقف والأحداث ما يدل على أنه مطلع على ما قام في قلبك،
🔎لو بحثت في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن عن كلمة (قلب)،
وخرجت بكل الآيات التي تتكلم عن القلب،
ستجد أن القلوب كاسبة وأنها محل الايمان وأنها محل العذاب والعقوبة, 
ستجد نصوص كثيرة تدل على أن عمل القلب هو المقصود الاعظم،
تجد قول الله عز وجل: {بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[1] معناه أن القلوب تكسب وتفعل, إذن كن مراقبًا لقلبك .
🌑🔎 نتيجة معرفتك اسم المهيمن تعلم أن الله يراقب هذا القلب،
🔎
شهيد على أعماله ثم حافظها لك, ولو حفظها لك سيعطيك جزاء عملك سواء في الدنيا أو في الآخرة وتحاسب عليها.
📍مثلا كلمة البطر,📍

🔸تعلم أن البطر حرام لكن لم تفهم تفاصيل الكلمة على حياتك, 
لم تفهم أن هذا الفعل بطر،
🔸 تملّ النعمة هذا بطر وسيأتيك الجزاء، 
🔸البطر مشاعر تقع في القلب مثل ملل النعمة وقد يأتي كلام وقد لا يأتي، قد تأتي نجوى،
🔸 وتقول لأحد أني كرهت أولادي وندمت أني أنجبتهم! وأيضًا الزوج والبيت .. إلى آخره،
    

🚫 هذا كله من أنواع البطر، المهم أن تلتفوا لحركة القلب،
🌑 أن الله مهيمن عليها فالواجب عليك تنتبه على موطن النظر,
🔎 فالله يراقب قلبك،
وأنت تراقب حركة ما يراقبه الله، 
🌑هكذا يقع في قلبك خوف وإجلال بأن تقول كلمة ويتحرك قلبك حركة تجد جزاءها،
فإذا غاب الرقيب سهل على العبد الخطأ.
فأنت يقال لك لابد أن يتهزّ قلبك خوفًا من علمك أن الله مهيمن عليك, وأنه يراقب أفعالك ويشهدها ويحفظها ويوم القيامة يعرضها عليك.
نحن نقرأ في سورة الكهف كل جمعة   {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}[3] 
               
وهذا من آثار اسمه المهيمن.
ومن آثار الإيمان باسم المهيمن :

🌑 أن تفهم أن هناك كتاب كُتب فيه كل ما كسبته.
كُتب فيه مدافعات قلبك وجهدك الذي تجتهده من أجل أن تردّ عن نفسك الوسواس والشيطان،
وتجاهد نفسك في الاستقامة وتدفع عنها التوكل على نفسك, هذه المجاهدات لن تذهب هباء,
أنت ليس معك سيف تقاتل به العدو ولا الناس يشهدوا مجاهدتك لنفسك ولقلبك وشهواتك،
🌑 لكن المهيمن رقيب على قلبك شهيد على جهادك حافظه لك,
🔎 ولهذا لما نأتي نتكلم عن مجاهدة النفس وردّها عن ما يبغض الله ويكره, لابد أن تضع بين عينك اسم المهيمن.
🚫فالناس لا يشعرون عن الذي بداخلك من اعتصارات ولا يعلمون أنك تقاوم نفسك بأن تقول كلمة خطأ،
وأنت ابتليت أن ردّك سريع ولا تسكت عن حقك أبدًا وأنت حابس نفسك أنك لا تردّ على الذي اعتدى عليك وفي داخلك جهاد،
لكنك تعلم أن كلهم غير مطلعين وكلهم في عقولهم ظنون فبعضهم يقول فلان ضعف وفلان ما شاء الله تأدب..
وأنت تقول في نفسك الله عز وجل مهمين, مراقب لفعلي وشاهد له، حافظ لي هذه المعركة التي أعيشها مع نفسي لكي أردّ نفسي عن هذا الفعل،
🌑 وكم من شباب حصّنهم الله بالعفّة بعد طول معارك, لا نعرف أنّه عندما ينام على فراشه يكون في معركة لكي يبقى عفيفًا،
🚫 والناس حوله ليسوا عليه مراقبين ولا على جهاده شاهدين ولا لانتصاره حافظين.
🌑وإذا عظمت الله كانت معركتك الدائمة داخل نفسك,
⛔ ولا تحكي ولا تقول والله أنا أجاهد نفسي وأمنعها,
⛔لا عليك فكل هؤلاء لا ينفعوك ولا تهتم بشهادتهم ولا بحفظ مجدك وميراثك عندهم,
⛔اعتني بأن يحفظ الله لك بالأعمال الصالحة، بأن تفعلها والله عز وجل يحفظها لك.
ومن آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن :(

🌑 التوكل عليه وحده وتفويض الأمور إليه.
⛔ علاقة اسم(المهيمن ) جل جلاله ، بالتوكل ⛔
وهذا أمر نحتاجه بدقة لأنه غاية في الأهمية وحسّاس في حياتنا،
🔎 إذا كنت تعلم أنّ الله مطلع على كل شيء ,
🔎
وعلى قلبك وقلوب الناس ومهيمن وحفيظ على كل شيء،
تعلم أنه يدبر الأمور بعلمه.
لما تحسن في إرادتك القلبية يحسن الله إليك ،
بمعنى أن أحيان كثيرة تشغلنا مشاعر الانتقام من أحد،
تشغلنا مشاعر أخذ حقوقنا من أحد, 
       ⛔ماذا يحدث؟
   تذهب طاقتنا بدل التوكل والتفويض!
🌑تذهب الطاقات في المطالبة بالحقوق.  
🌑الحقوق لا يسوقها إلا الله،
⛔ من قال لك أنه مادام حقك لابد يصل فلو كان ذلك لذهب كل الظلم الذي في العالم،
الله من يرد عنك الظلم ويأتي لك بالحق وينفعك،
إذن لا تشغل قلبك والله عز وجل شهيد على ما قام في القلوب، 
لا تشغله بالصراع بينك وبين من تظن أن الحق معه,
إنما أشغل قلبك بالتوكل على الله أن يأتي لك بحقك.
🌑حتى لو ذهبت إلى المحكمة اذهب ولكن لا تتصور أن المحكمة تنزع حقك لابد يبقى قلبك على الله متوكل وتأخذ حقك عندما  تتوكل على الله أن يأتيك به،
ولذلك يعقوب عليه السلام  لما كان يشكو بثه وحزنه {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[6].
إذا علمت أن الله مهمين ومطلع على ما قام في قلبكعلم أن وقت طلبك مثلا لحقوقك إن توكلت عليه أن يأتي بحقوقك ساقها إليك  لينة  هين،
🌑 وإن وضعت بينك وبين حقوقك غير الله مثلا لسانك ويدك وعليها اتكلت وهو حقك والمال في جيبك انقطع عنك حقك،
🔎هو مطلع لما قام في قلبك شهيد عليه حفيظ على حركة القلب.
🚫نحن مشكلتنا أننا ربّينا في زمن أن لابد أن تأخذ حقك من فم الأسد ولا تكن ضعيفًا!
🔎فينظر الله لقلوب اتكلت على نفسها فيخذلها ويجعل تدبيرها هو تدميرها!
فإذا علمنا أن الله  مهمين مطلع ومراقب على حركات القلوب وتعلقاتها اعلم أنه على قدر ما قام في القلب ستُعطى,
🌑 ومسألة التوكل وعلاقتها باسم المهيمن بحر عظيم وتحتاج إلى كلام كثير.
ومن آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن):

 🌑  محبة الله والتقرّب إليه بالطاعات والقربات تعبّدًا له وحبًّا والتماسًا لمرضاته وشكرًا له على نعمائه وأفضاله وإحسانه.
لمّا تكون متيقّنًا أنّ الله شاهد عليك الآن وأنت تعمل العمل الصالح وينظر إليك راض، فتحرص على أن تفعل فعلًا تتيقّن فيه أنّه ينظر إليك وهو راض،
فنحن من عقائدنا أننا نحاسب يوم القيامة عن الحسنات والسيئات. 
🚫
لكن لا تتصور أنه لا يوجد نظر من الله إلى عباده قبل يوم القيامة, ولا محبّة من الله للعبادة،
ولا تتصور أنّ الجزاء فقط يوم القيامة والدنيا منقطعة،
أحيانًا يأتي في تفكيرنا أن نعمل ونعمل ونجمع لأنفسنا حسنات ويوم القيامة يعطينا الله جزاءنا وندخل الجنة، ولكن ماهي علاقتنا مع الله في الدنيا؟
طلب وعطاء ويعطينا وانتهى الأمر!
لو أنت تنظر إلى علاقتك مع الله بأنه ينظر إليك أنك تفعل فعلًا طيبًا يحبّه الله،
🔺
ذكرك في الملأ الأعلى وأحبك الله ورضي عنك،
🔺
ولو فعلت فعل يغضبه كانت المسألة بالعكس طرد هذا العبد من جنابه وأبغضك الله..
🌑فإذا حملت همّ أنّه ينظر إليك تكره أن ينظر إليك وأنت في موطن يبغضه،
ويقال لك لو صليت على النبي صل الله علية وسلم صلاة واحدة يصلى الله عليك، يعني يثني عليك في الملأ الأعلى،
تذكره يذكرك، تذكره في نفسك، يذكرك في نفسه المقدّسة.
فيبقى العبد مشاعره أنه سبحانه مهيمن رقيب عليه وشهيد عليه حافظ له، يبقى محبًّا أن يشهد عليه ربه بكل خير يعمله.
🌑إذن اسم المهيمن يدفعك للأعمال الصالحة، يجعلك تزداد حبًّا له،
تحب أن ينظر إليك وهو عنك راض،
تحب أن تذكره  لكي يذكرك،
فتبقى عندك مشاعر أنه يراقبك ويشهد فعلك,
لو تعلم أنه مراقب لك طول الوقت ستطلب دائما رضاه,
ويقع في قلبك محبة إرضائه لأنك متيقن أنه ينظر إليك.
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ).
)المهيمن ) جل جلاله

📍يهيمن على حياتنا أشخاص لا يكون عندنا تفكير إلا احترامهم لنا وتقديرهم لنا وتبقى قلوبنا معلقة فقط بكلمة ثناء منهم.
🌑 فالذي يجب أن يكون في قلبك كما في سورة الانسان {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا}[1]
, أي الله هو المهمّ لديّ وأريد ثناءه وشكره، ولا تفهم هذا بالعكس,
فلو أحسن إليك شخصًا قل له شكرًا بلسانك، والثناء كله لله،
فعندما تقدمين لأحد إحسان لا تنتظري من أحد جزاء ولا تهتمي ولا تعلقي قلبك ولا تعددي على نفسك أنك كنت أنك محسنة.
المقصد أن تعلم أن الله مراقب لك وشهيد عليك وحفيظ على أعمالك, لو فهمت هذا لن تلاحظ إلا الله.
  في سورة الرعد
{
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ}[2]
لكي تعرف كيف تنظم علاقتك مع الناس ولا يسيطروا عليك،
تعلموا لما وصف النبي  ((لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا))[3]
فلو وصلت شخصًا وهو يقطعني وكنت أفكر في وجهة نظره وأنه سيقول هذا  متمسك بي وليس عنده كرامة وضعيف الشخصية, لو كنت تفكر في منزلتك عنده ستقطع من المؤكد.
🔎 لذلك نقول من أول الأمر لا تفكّر في منزلتك عند أحد من الخلق، فكّر فيمن أمر الله به أن يوصل من زوج أبناء جيران.. إلخ, صلهم بدون أن تفكر فيهم بأنهم سيقولون أني محترمة ولديّ أخلاق ... كل هذا البحث الله مطلع عليه،
🌑 ومن ثم ذهب هذا الجهد هباءً منثورًا لأن كل الذي يهمك هم ماذا يقولون، أنت صِل الناس ائتمارًا بقول الله {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} يصلون من أجل أنّ الله أمرهم لا من أجل ما قيمتي عندك عندما وصلتك.
ولذلك أخلاق الموحّدين ثابتة لا أنتظر ردة فعل، نحن نتخلّق تعبّدًا وتقرّبًا,
مثلًا عندما أسلّم على أي شخص أسلم  ببرود ولمّا أعرف أن هذه رئيسة مكتب..إلخ, يصبح في سلامي بحرارة! ما كأنّ (السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته) أجور عند من يأجرني!
🌑 فلا يهيمن على حياتنا إلا المهيمن سبحانه، لا تراقب إلا الله،
🔎 وإذا راقبت الله ستحسن لكل أحد, وسترى أنه لا حق لك على أحد ,
🔎 بينما كل الناس لهم حقوق عليك وتكون مبارك ومفتاح للخير أينما كنت،
🔎 وكل تفكيرك بأن كل واحد أعطيه حقه,
لكن من يصاب بداء الكبر ولا يلاحظ إلا ناس معينين ستجده أن في بعض الوقت لا يعطي بعض الناس حقوقهم لأنه لا يهمني شكرهم, ولا ثناؤهم، فمع كلمة (لا يهمني) تذهب الحقوق.
🌑نعم إذا راقبت الله ، وكان الله هو وحده المهيمن في حياتك وتفكريك فستعطي كل واحد من الخلق حقه.

مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 



المؤمن


بسم الله الرحمن الرحيم 

أسماء الله الحسنى


↔ نواصل بحول الله دراسة الأسماء التي وردت في أواخر سورة الحشر.


اسم الله المؤمن

       " جل جلاله "       


 هذا الدرس مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله )

 وجه عدم ظهور معنى اسم (المؤمن)

📌أن اسم (المؤمن) صفة لأهل الإيمان، فكأن ذلك سوف يشكل على الناس،
⛔ ما معنى أن يوصف العبد بأنه مؤمن؟ 
⛔وما معنى أن يوصف الربّ بأنه مؤمن؟
⬛المعنى اللغوي لاسم (المؤمن) :
💫له معنيان:
🔺1)       التصديق، 
كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}[ سورة يوسف: 17]
أي: ما أنت بمصدّق لنا.
🔺2) بمعنى الأمان الذي هو ضد الإخافة,
كما في قوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[2].
⬛ورود هذا الاسم في النصوص:
ذُكر مرة واحدة في سورة الحشر، قال تعالى:
{ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}[3]
⬛ مقارنة بين كلمة (المؤمن) مضافة للناس، وبين كونها وصفًا لله تعالى:
(الناتج من هذه المقارنة: الفهم الدقيق لمعنى اسم (المؤمن)
أولاً -- معنى (المؤمن) في حق الناس:
أي: مصدِّق وزيادة. 
ليس مجرد التصديق، بل يصدق ويعمل أيضًا، فمجرد التصديق لا يكفي في الإيمان.
ملحوظة:
الكلمات التي ترد في اللغة وتخصّها الشريعةُ بزيادة؛ في الغالب يُترك استعمال المعنى اللغوي، ويصبح الاستعمال الشرعي هو الأصل.
↔ مثال على ذلك:
◾الكلمة : الحج
🔺معناها في اللغة: القصد
🔺معناها في الشرع: قصد بيت الله الحرام. 
◾الكلمة : الصلاة
🔺 معناها في اللغة : الدعاء
🔺معناها في الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة تُبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم .

◾الكلمة : الإيمان
🔺المعنى في اللغة :التصديق
🔺المعنى في الشرع: التصديق وزيادة.
فهو اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.

- معنى (المؤمن) في حق الله -عزّ وجلّ-

🔄 أسلوبنا في الأسماء التي وردت في أواخر سور الحشر على خطوتين:
🔖1-                 فهم معنى الاسم، ووصوله إلى الذهن.
🔖2-                 تفاعل المعنى في داخل القلب.
🔎فالخطوة الأولى- من جهة الفهم:
🔺له معنيان:🔺
◾أحدهما: المؤمن هو المصدِّق، وفي دعاء سيّد الاستغفار: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ))[4]
⛔ما معنى قوله: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ))؟
🔖أي: أنا على عهدِ الله الذي عاهدتُه في سورة الفاتحة، قال تعالى:  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[5] .
🔖أو: العهد الذي أخذه الله على الناس وهم كأمثال الذرّ، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}[6]
🚫وليس هذا هو موطن الشاهد من الدعاء، بل موطن الشاهد قوله ((وَوَعْدِكَ)).
⛔ما معنى ((وَوَعْدِكَ))؟
أي: أنا مصدِّق مؤمن بوعد الله منتظر له، معتقد أن الله -عزّ وجلّ- صادق في وعده، محقق لوعده.
⛔ما علاقة تصديق وعد الله باسم (المؤمن)؟
🔄 وذلك أن العبد يؤمن بأن الله مؤمن، أي: مصدِّق وعده، لابد أن يحصل ما وعد به، كما قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[7].
⛔ ما علاقة دعاء سيد الاستغفار الذي فيه ((ووعدك ما استطعت)) باسم (المؤمن)؟
((وَوَعْدِكَ)) أي: أنا على إيماني ويقيني بأنك مؤمن.


 كيف أحقق إيماني باسم الله (المؤمن)؟

🔄 يتحقق الإيمان باسم الله (المؤمن) على مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة عامة: وهي الإيمان العام
وهو الذي ورد في سورة الروم {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} فهذا الإيمان العام يخرج به العبد من حال أكثر الناس.
⛔ما هو حال أكثر الناس؟
لا يعلمون أن وعد الله حقّ، علمهم بالوعد موجود،
لكن لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده، لا يوقنون بذلك.
ما سبب عدم يقينهم بوعد الله؟
🔖1-     لأن تفكيرهم أن كل النتائج الموعودة لا بدّ أن يروها بأعينهم، وفي وقت سريع.
🔖2-     ولأنهم لا يعلمون صفات الربّ العلم اليقيني.
🔖3-     ولأنهم يرسمون لأنفسهم صورة معينة لتحقيق الوعد.
مثال على ذلك:
قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[1]
هذا وعد من الله أن يكون مع العبد الصابر.
ما صورة عدم اليقين بهذا الوعد؟
◾أن يكون العبد يريد أن يصبر، وفي الوقت نفسه يريد أن يظهر له أن الله معه،
↔مع أنه لا يوجد عنده مفهوم واضح لمعنى المعية،
🔎 فقد يرى البعض أن معنى أن الله معه: أنه لا يشعر بآلام،
🔎 ويفسرها البعض: أنه يُسدَّد،
🔎 ويفسرها البعض: أنه تُفرج كربته،
🔎 فالعباد أنفسهم لا يوجد عندهم مفهوم واضح لمعنى المعية،
فإذا لم يتحقق للعبد الصورة التي رسمها في ذهنه؛ ضعف يقينُه بوعد الله.
المرحلة الثانية مرحلة خاصة: وهي الإيمان التفصيلي
وهو على قسمين :
🔖القسم الأول:
🔘 العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود,
🔘 إذا لم يأت بالشروط؛ لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
🔖القسم الثاني:
🔘 العلم بمعنى تحقيق الوعد الذي جاء به النصّ.
🔄 نبتدئ بالقسم الأول 
وهو: 
🔖العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود, إذا لم يأت بالشروط لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
⛔ حال الناس: 
أنهم عندما يجدون وعدًا في النصوص، يظنون أن ذلك الوعد يتحقق مباشرة لكل شخص يأتي بالصفة، ولا يعلمون أن المسالة لها شروط في الموعود نفسه،
        

وهذه مشكلة على مستوى الأمة، أن الشخص يمسك بطرف من الدليل ويترك الطرف الآخر.
مثال:
◾-          شخص يتصدق، هل نقول أنه تتحقق له الأجور المترتبة على الصدقة لأنه لا يوجد دليل يشترط أن يكون المتصدق مؤمنًا؟!
◾-          جاء وصف السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربّهم يتوكلون، فإذا وُجد عبد يقول: أنا لا أسترقي ولا أكتوي ولا أتطير وعلى ربي أتوكل، ثم نجده مع هذا لا يصلي؛ فهل يتحقق له الوعد؟!
🔎النتيجة:
🔖إيماني باسم (المؤمن) يجعلني أحرّر صفات الموعود،
🔎 وأنظر في شروطه،
🚫 وضدّ ذلك: أن لا يحرِّر العبد صفات الموعود ولا ينظر في شروطه، وينتظر تحقق وعد الله مباشرة، فهذا خلل في الإيمان باسم (المؤمن).
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله )

إيماني باسم الله ( المؤمن ) بأنه المصدق لوعده، يجعلني أحرر صفات الموعود وشروطه.
فما هي خطوات تحرير صفات
الموعود؟
مثال:
في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[2]
⛔ ما معنى أن أؤمن باسم (المؤمن) في هذه الآية؟
✅ أن أعتقد أن الله مع الصابرين، ولا أضع في عقلي صورة معينة،
بل لا بد أن تكون صورة المعية هي الصورة الشرعية التي أخبر الله بها،
وقد جاء في الحديث: ((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))[3]
           
         
فهذا معنى المعية؛
🔎 أن يكون سمعك الذي تسمع به
فلا يقع في سمعك إلا ما ينفعك لاتخاذ القرار،
🔎ويكون بصرك الذي تبصر به، فتنظر والناس كلهم يائسون وأنت متأمل بشيء ظاهره أنه لا يأتي لكنه سيأتي لأنك صابر.
🔎ويسددك الله ويثبتك وأنت داخل المشكلة ولا ينخلع قلبك، حتى أنك تجد أمامك المسائل واضحة، 
🔎بل أحيانًا كثيرة لما تتكلم فكأن أمامك دفترًا تقرأ منه، وذلك لأن الله معك هو الذي يسددك ويعطيك ويؤيدك.
مثال آخر:
معاملة الله لعباده باسم الحليم يفسّره البعض بأن الله -عزّ وجلّ- قبل توبته.
↔ فمِن العباد مَن إذا أذنب، وتاب، ووجد أن الله عزّ وجلّ لم يعاقبه؛ يتصور أن الله قَبِل توبته, 
            
🔖والحقيقة
🔺 أن الله عزّ وجلّ حلم عليه، ولم يعاجله بالعقوبة, وذلك أنه لم يتب توبة صادقة -
🔺 بمعنى أن قلبه لم يكن حاضرًا حال توبته، لم يكن نادمًا، بحيث إذا أتته فرصة؛ سيقع منه الذنب نفسه - 
🔺 فلم يتحقق له الوعد أن يُدفع عنه أثرُ ذنبه, 
🚫لكن لأنه كان خائفًا ألا تُقبل توبته ولأنه كان في قلبه حرارة؛ عامله الله باسم الغفور الشكور، عامله باسم الحليم؛ 
↔ كي يرجع ويكرِّر توبته، لكنه فسّر حِلمَ الله بقبول الله لتوبته،
📌 فلمّا أتته العقوبة بعد فترة من الزمن؛ قال: أنا قد تبت، فكيف أعاقب بعد توبتي؟!

نقول له: لا،
فإنه ينقصك الإيمان بالوعد من جهتين:
🔖الأولى: أنك لم تكن أهلاً لتحقيق الوعد
🚫فليس كل من تاب؛ تاب الله عليه،
🔎 لكن التائب عليه أن يحرِّر توبته، 
🔎عليه أن يكون جامعًا لقلبه, باذلاً الجهد، 
🔎قد وصل لمرحلة كراهية الذنب، 
🔎وكراهية الوقوع فيه, والاشمئزاز منه,
🔎 والإحساس بالرهبة والخوف أن يعود للذنب,
((وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))[4]، هذه المشاعر الملتهبة تدل على صدق التوبة، 
✅ فإذا تحققت هذه الشروط كان صاحبها أهلاً لتحقيق الوعد.

🔖الثانية: أنك لم تفهم معنى أن يتوب الله عليك،
🔘 فليس معنى توبة الله عليك أنك لن تجد أثرًا لذنبك,
🔘 ليس معناه أنه لن تنزل عليك العقوبة, 
🔘ليست هذه علامة على قبول الله للتوبة,
🔘 هذه فقط واحدة من العلامات,
🚫 لكن لابد أن تأتي بعلامات أخرى,
🔺 منها احتراق القلب لحظة ذكر الذنب,
🔺 عدم تمنيه, 
🔺كراهيته, كل هذا يجب أن يكون موجودًا كي تصبح تائبًا عن الذنب.
🌿في اللقاء القادم إن شاء الله نواصل التعرف على صورة الوعد ولمن تتحقّق🌿
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 


 الذي لا يخلف وعده
⛔ ما هي صورة هذا الوعد؟ ولمن تتحقّق؟
صورة الوعد:
🔺 أن الله يدفع عن العبد أثر الذنب الذي ارتكبه، وهذا لا يتحقق إلا لمن قامت في قلبه الأسباب المحققة للوعد.

مثال:  
📌شخص يغتاب أحدًا أو يسيء الظّنّ به، ثم تمضي عليه سنين ويحلم الله عليه لعلّه يتوب،
📌 ثم يصبح هذا الشخص في نفس موقف الذي تكلم فيه، نفس الكلام يُقال عليه،
🔎 مع أنه في المرة الماضية ذكر كفارة المجلس ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ))
🔘 فهذا يُفسَّر بأن الشخص لم يتب على الحقيقة، لذلك وقعت عليه العقوبة تربية من الله عزّ وجلّ له لكي يتوب.
🔺🔎مثال في الوعيد:🔎🔺
شخص مؤمن بوعيد الله سبحانه وتعالى,
عندما يقول الله عز وجل أنه سوف يفعل كذا لمن فعل كذا؛ فإنه إلا وسيحصل، كما في آية سورة محمد -
هذه يجب أن نخاف منها كما ينبغي -: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[1],


أي: سيخرجها الله -عزّ وجلّ- إلا ولابد، سيخرجها في أمرين:
🔖1)             في وجوههم، وسيماهم.
🔖2)             وفي لحن القول.        
كما ورد في الآية, { فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[2]
📌 هذا الوعيد ما معناه؟
🔎معناه أنه كلما انطوى قلبك على طوية فاسدة باطلة؛ فإنها ستَخرجُ في كلامك,
أو في لحن القول,
🔄والعكس بالعكس, كلما انطوى قلبك على طوية صالحة, وسريرة طيبة, سيظهر هذا حتى ولو لم تتكلم به، فسيظهر حتى في عينيك أنك صاحب سريرة صحيحة.
ولهذا؛ نحن في أحيان كثيرة نقع في الخطأ أثناء الكلام, ثم نقول: مع أني حسبتُ حسابي مائة مرة كي لا أقع في هذا الخطأ.
📌 فمهما بذلت جهودك, ووضعت جدرانًا كي لا يكتشف أحد سريرتك الباطلة؛ فإن الله سيظهرها،
🔺 الله عزّ وجلّ الذي يملك قلبك هو الذي سيظهر هذه السريرة
🔎 {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[3],
🔎 {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[4],
📌 سيخرّجها, سيظهرها,
🔖سوف يتكلّمون, تعرفهم {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[5].
🚫والوعيد هذا ينطبق على كل شخص في قلبه دسيسة،
إلا الشخص الذي يدافع هذه الدسيسة, ويبغضها, ويبكي, ويتمنى ألاّ تكون في قلبه,
فإن الله عز ّوجلّ لا يخيّبه, لا يخذله, فعلى قدر ألمه, وخوفه, وحزنه من هذه الدسيسة؛ يستر الله عليه, ويدفع الناسَ عنه,
↔بل يُفْهِم الناسَ عنه عكسَ ما هو موجود في قلبه, ويرفعه الله، بالرغم من أن في قلبه دسيسة,
↔ لأنه يحاربها, لأنه لا يريدها, لأنه يكرهها, لأنه يبغضها. ليس من كان قلبه مريضًا مبتلى ويدافع, مثل الذي يستسلم,
🔎{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[6]،

📌ولهذا أحيانًا يجد الإنسان أحدًا يقول له: ما شاء الله! لم أرَ أحدًا قلبًه صافٍ مثلك,
وهو يعلم من نفسه أنه مليء, لكن الله ستر عليه, ورفع ذكره بين الناس؛ لأنه صادق في المجاهدة، 
🚫لكن ينكشف هذا الستر ويذهب عندما يستسلم العبد لقلبه, ولا يجاهد.
🌿غداً إن شاءالله آخر لقاء من لقاءات اسم الله المؤمن.
🔖مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ).

خلاصة معنى الاسم في حق الله تعالى.
🌿أولا:
تعلقه بمعنى المصدق.
من معانيه في حق الله تعالى :
 أنه يصدق نفسه بتوحيده وصفاته، فقد شهد لنفسه بالوحدانية فليس فوق شهادة الله شهادة.
راجع آل عمران : 18
والأنعام: 19
 تصديق الله رسله وأنبيائه وأتباعهم، بما أنزله من الآيات البينات التي تدل على صدقهم ،
ومنها ما يظهره على أيدي المؤمنين. 
ومنها ما يريه أعداءه من نصره للمؤمنين
ومن ذلك إيقاع العذاب بالمجرمين والطغاة أعداء الرسل .
 تصديق الله لعباده المؤمنين في يوم الدين ، فالله تعالى يسأل الناس في يوم القيامة، ويصدق المؤمنين بإيمانهم ، ويكذب الكفرة والمجرمين ،
 
ويصدق المؤمنين ما وعدهم من الثواب، ومصدق ما أوعدهم من العذاب.

🌿ثانياً :

تعلقه بالمعنى الثاني المشتق من الأمان:
 أنه الذي يؤمن خلقه من ظلمه ، 
قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( المؤمن ) أي: الذي أمن خلقه من أن يظلمهم.
( ذكره ابن جرير في تفسيره.
 أنه الذي يهب عباده المؤمنين الأمن في الدنيا بالطمأنينة والأنس الذي بجدونه في قلوبهم بفعل الإيمان له سبحانه وتوحيده.
 أنه الذي يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق في كشف كربته وتأمين خوفه .
 أنه الذي يؤمن عباده المنقادين لشرعه بما يشرع لهم من الأحكام والحدود التي يأمنون فيها على : دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم، سواء على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.
 أنه الذي يؤمن عباده يوم الفزع الأكبر من مخاوف يوم القيامة ومن عذاب النار .
 الذي يؤمن عباده المؤمنين عند نزول الموت حال الاحتضار بأن يسمعوا تطمين ملائكة الرحمة لهم وتبشيرهم بالجنة وتأمين خوفهم وحزنهم.
 أنه الذي يؤمن لجميع خلقه إنسهم وجنهم،  مؤمنهم وكافرهم، كل ما يؤمن بقاء حياتهم إلى الأجل الذي أجل لهم بتوفير رزقهم ودفع العدوان عنهم.
     
🔖عبدالعزيز بن ناصر الجليل
🔖
ولله الأسماء الحسنى.

الآثار الإيمانية لاسم الله ( المؤمن (

محبة الله عزوجل الذي يؤمن الخائفون في كنفه ،
🔄 ويطمئن المؤمن بالإيمان به وعبادته وحده، لأنه سبحانه لا يظلم أحدا، هذا سبب للأمن النفسي والسعادة القلبية والتعلق بالله وحده ومحبته وإجلاله ، وكثرة ذكره وشكره، واللجوء إليه وحده سبحانه في طلب الأمان وذهاب الخوف والفزع في الدنيا والآخرة.
من الآثار زيادة الإيمان والتصديق في القلب ، وذلك برؤية آثار اسمه سبحانه ( المؤمن ) الذي منها:
تصديق نفسه سبحانه وإقامة البراهين الواضحة الدالة على توحيده وتفرده سبحانه بالربوبية  والألوهية وكمال الأسماء والصفات .
ومنها تصديق الله عزوجل لأنبيائه ورسله بما يظهر على أيديهم من المعجزات والدلائل والبراهين على صدقهم وصدق ما يدعون إليه.
ومن ذلك اليقين بصدق وعد الله تعالى لعباده المؤمنين بالنصر في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة.
  الاغتباط  بأحكامه سبحانه وشريعته الكاملة الشاملة التي تكفل الخير والسعادة والأمن الشامل لكل الضروريات الخمس .
وهو أمان للبشرية بأسرها لو أخذت به وخضعت لأحكامه .
وهو أمان في الآخرة من عذاب الله تعالى.
🔄 وهذا الاغتباط يثمر في قلب المؤمن سرورا وفرحا بهداية الله عزوجل له إلى ذلك.
كما يثمر همة وعزيمة ونشاطا إلى الدعوة إلى هذا الدين القويم.
من الآثار الصبر على المصائب والمكاره ؛
لأن المؤمن يعلم أنها من عند الله الرحيم الحكيم الذي يؤمن عباده من ظلمه ،
الرحيم الحكيم الذي يجعل فيما يصيب المؤمن خيرا له وأمنا في عاقبة أمره ، والله تعالى لم يبتل العبد ليعذبه بل ليرحمه ويهذبه. 
سلامة القلب نحو عباد الله تعالى وتأمينهم من العدوان ؛
فالمتعبد حقا باسمه سبحانه ( المؤمن ) يتصف بصفة السلامة ويكف شره وأذاه عن الناس .

🔖عبدالعزيز بن ناصر الجليل
🔖
ولله الأسماء الحسنى