Monday, June 16, 2014

المهيمن

بسم الله الرحمن الرحيم
                                أسماء الله الحسنى                               
المهيمن) جل جلاله)

ثبوت اﻻسم 


ورد هذا اﻻسم في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى :

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الحشر : 23]

 معناه في اللغة
اسم فاعل للموصوف بالهيمنة.
والهيمنة على الشيء:
              السيطرة عليه،
              وحفظه ،
            والتمكن منه.
وهيمن على الشيء :
       راقبه،
       وسيطر عليه،
       وحفظه.
      
معناه في حق الله 

🔖قال ابن جرير : وقوله المهيمن اختلف أهل التأويل في تأويله،
🔖 قال بعضهم: المهيمن الشهيد؛ أي الذي يشهد.
🔖وقال أيضًا : وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء -يعني راقبه- وحفظه وشهده قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن.
⛔يعني من الذي يسمى مهيمن؟ من جمع ثلاث صفات
1.    المراقبة
2.    الحفظ
3.    الشهادة
يراقب الشيء ويحفظه ويشهد عليه، وكل واحدة لها ضدّ :
              1-ضد الحفظ التضييع
2-              ضد المراقبة الغفلة
3-              ضد الشهادة الغياب.
🌑 فالمراقبة والشهادة قريبين من بعض في المعنى.

قال ابن كثير: قال ابن عباس وغير واحد:
📍
المهمين هو: الشاهد على خلقه بأعمالهم.
بمعنى هو رقيب عليهم، فحتى يكون شاهدًا على الخلق بأعمالهم لابد أن يكون رقيبًا عليهم, يرقبهم ثم يشهد كل شيء، شاهد لا يغيب عنهم أبدًا,كقوله: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[1]، وقوله: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ على مَا يَفْعَلُون}[2] .
قال تعالى:  {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}[3] رقيب قائم عليهم شهيد لِمَا تكسب النفوس.
وقال السعدي رحمه الله: المهيمن المطلع على خبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علمًا، وهذا من معاني الشهيد.
وقال بعض أهل العلم : المهيمن معناه في حق الله أنه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.
فما معنى قائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم؟
إنما قيامه عليهم بطلاعه و استيلائه وحفظه, وكل مشرف على كل الأمر مستولى عليه حافظ له فهو مهيمن عليه.
1.    أي أنه مطلع عليهم
2.    متمكن منهم لا يستطيعوا ينفذوا منه يمنة أو يسره لا يخرجون عن سلطانه وقدرته
3.    وهو أيضا لهم حافظ مطلع وقادر.
* وكل مشرف على كل الأمر مستولى عليه حافظ له فهو مهيمن عليه؛

🔖مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 

 كلمة مهيمن بالنسبة للخلق , متى يوصف أحد أنه مهيمن؟

إن كان مشرف على أمر ينظر إليه، مراقب له، ومتمكن منه تمامًا ،وحافظ له، نقول هذا مهيمن ومسيطر على الأمر,  وهذا في كلامنا على الخلق.
الإشراف يرجع إلى العلم،
الله رقيب بمعنى أنه رقيب شهيد حفيظ،
🌑
بمعنى له العلم التام بكل أفعال خلقه، 
🌑
وله الكمال في قدرته على تصرفيهم وتدبيرهم,
🌑 وأنه سبحانه وتعالى حفيظ والحفظ يعود الى فعل الحفظ أنه يحفظ.
ويتصف سبحانه وتعالى بالعلم وكمال القدرة وكمال الفعل،
وكمال الفعل هنا هو كمال الحفظ، كل هذه الثلاثة تجتمع في اسمه المهيمن.
🔄 فالجامع بين هذه المعاني
        💭
اسمه المهيمن،💭
🚫 ولن يجتمع هذا على الإطلاق والكمال إلا لله،
رقيب وشهيد يعودان الى العلم والقدرة ,
والحفيظ يعود الى قدرته على فعل الحفظ.
  
(آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن



من آثار الايمان باسم المهيمن:  

🔎 مراقبة الله في السر والعلانية والخوف منه وإجلاله وتعظميه.
فلو كنت تعلم:
🔸 أن الله عز وجل مطلع على ما قام في قلبك،
🔸 مطلع على فعلك ،
🔸شهيد عليه حافظ لك هذا الفعل؛
🔸 سيحاسبك عنه ؛
           

           ستهتم بمراقبته,
🔎إذا كان هو لك رقيب ستكون في المقابل أنك له مراقب.

كيف ستراقبه؟
ستراقب أعمالك .

ما مفهوم مراقبة الله؟
الله من وصفه أنه عليك رقيب؛
يعني شهيد على أعمالك يشهدها ويعلمها ويراقب حركات قلبك وحركات بدنك ولفظك ,
وما قام في القلب من تقدم أو تراجع يراقب هذا كله ويشهده ويحفظه.
يعني ستأتي اللحظة التي ستحاسب عليها،
🌑 إذا فهمت هذا وجب عليك مراقبة الله، ليس أن تراقب أفعاله
           -
لا تستطيع- 
🚫
إنما تراقب أفعالك؛ لأنك تعلم أن الله يراقبك ينظر إليك يشهد على أعمالك.
🌑 وصف الهيمنة معناه:
أن تعلم أن المراقبة ليست للظاهر إنما الباطن والظاهر,
ثم هذه الهيمنة لا يخرج منها شيء أبدًا ما يفوت عليه شيء،
فحركات القلب الله عز وجل رقيب عليها شاهد على وقوعها وكفى به شهيدًا.
يوم القيامة يقول الله للعبد فعلت كذا ولا يحتاج له سبحانه وتعالى شاهد,
🔸 إذا قال لك فعلت كذا إذا انت فعلت يكفيك أن  يكون هو الشهيد،
🔸 إذا راقبك وشهد على فعلك وحفظه فهو مكتوب, فلما يأتي الحساب لا يمكنك أبدًا ردّ ما يشهد الله على أنك فعلته.
فعليك وأنت في الحياة أن تلاحظ وتراقب ما يراقبه الله, الله عز وجل يراقب فيك قلبك ولسانك وبدنك 
   
🔸 والتوافق بين هذا كله,🔸
🔎المراقبة فعل للعبد لنفسه،
🔎 يراقب فيه ما يراقبه الله،
فالله عز وجل مع جلاله وعظمته لكنه إلى قلبك ناظر!
وإلى فعل قلبك وفعل بدنك شاهد!
ثم أنه لهذا كله حافظ, فهو مهيمن عليك.
     
و من آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن : (

🌑الخوف منه وإجلاله وتعظيمه.
فالله يراقب قلبك ويحاسبك على ما قام فيه,
تسيء الظن يظهر لك من المواقف والأحداث ما يدل على أنه مطلع على ما قام في قلبك،
🔎لو بحثت في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن عن كلمة (قلب)،
وخرجت بكل الآيات التي تتكلم عن القلب،
ستجد أن القلوب كاسبة وأنها محل الايمان وأنها محل العذاب والعقوبة, 
ستجد نصوص كثيرة تدل على أن عمل القلب هو المقصود الاعظم،
تجد قول الله عز وجل: {بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[1] معناه أن القلوب تكسب وتفعل, إذن كن مراقبًا لقلبك .
🌑🔎 نتيجة معرفتك اسم المهيمن تعلم أن الله يراقب هذا القلب،
🔎
شهيد على أعماله ثم حافظها لك, ولو حفظها لك سيعطيك جزاء عملك سواء في الدنيا أو في الآخرة وتحاسب عليها.
📍مثلا كلمة البطر,📍

🔸تعلم أن البطر حرام لكن لم تفهم تفاصيل الكلمة على حياتك, 
لم تفهم أن هذا الفعل بطر،
🔸 تملّ النعمة هذا بطر وسيأتيك الجزاء، 
🔸البطر مشاعر تقع في القلب مثل ملل النعمة وقد يأتي كلام وقد لا يأتي، قد تأتي نجوى،
🔸 وتقول لأحد أني كرهت أولادي وندمت أني أنجبتهم! وأيضًا الزوج والبيت .. إلى آخره،
    

🚫 هذا كله من أنواع البطر، المهم أن تلتفوا لحركة القلب،
🌑 أن الله مهيمن عليها فالواجب عليك تنتبه على موطن النظر,
🔎 فالله يراقب قلبك،
وأنت تراقب حركة ما يراقبه الله، 
🌑هكذا يقع في قلبك خوف وإجلال بأن تقول كلمة ويتحرك قلبك حركة تجد جزاءها،
فإذا غاب الرقيب سهل على العبد الخطأ.
فأنت يقال لك لابد أن يتهزّ قلبك خوفًا من علمك أن الله مهيمن عليك, وأنه يراقب أفعالك ويشهدها ويحفظها ويوم القيامة يعرضها عليك.
نحن نقرأ في سورة الكهف كل جمعة   {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}[3] 
               
وهذا من آثار اسمه المهيمن.
ومن آثار الإيمان باسم المهيمن :

🌑 أن تفهم أن هناك كتاب كُتب فيه كل ما كسبته.
كُتب فيه مدافعات قلبك وجهدك الذي تجتهده من أجل أن تردّ عن نفسك الوسواس والشيطان،
وتجاهد نفسك في الاستقامة وتدفع عنها التوكل على نفسك, هذه المجاهدات لن تذهب هباء,
أنت ليس معك سيف تقاتل به العدو ولا الناس يشهدوا مجاهدتك لنفسك ولقلبك وشهواتك،
🌑 لكن المهيمن رقيب على قلبك شهيد على جهادك حافظه لك,
🔎 ولهذا لما نأتي نتكلم عن مجاهدة النفس وردّها عن ما يبغض الله ويكره, لابد أن تضع بين عينك اسم المهيمن.
🚫فالناس لا يشعرون عن الذي بداخلك من اعتصارات ولا يعلمون أنك تقاوم نفسك بأن تقول كلمة خطأ،
وأنت ابتليت أن ردّك سريع ولا تسكت عن حقك أبدًا وأنت حابس نفسك أنك لا تردّ على الذي اعتدى عليك وفي داخلك جهاد،
لكنك تعلم أن كلهم غير مطلعين وكلهم في عقولهم ظنون فبعضهم يقول فلان ضعف وفلان ما شاء الله تأدب..
وأنت تقول في نفسك الله عز وجل مهمين, مراقب لفعلي وشاهد له، حافظ لي هذه المعركة التي أعيشها مع نفسي لكي أردّ نفسي عن هذا الفعل،
🌑 وكم من شباب حصّنهم الله بالعفّة بعد طول معارك, لا نعرف أنّه عندما ينام على فراشه يكون في معركة لكي يبقى عفيفًا،
🚫 والناس حوله ليسوا عليه مراقبين ولا على جهاده شاهدين ولا لانتصاره حافظين.
🌑وإذا عظمت الله كانت معركتك الدائمة داخل نفسك,
⛔ ولا تحكي ولا تقول والله أنا أجاهد نفسي وأمنعها,
⛔لا عليك فكل هؤلاء لا ينفعوك ولا تهتم بشهادتهم ولا بحفظ مجدك وميراثك عندهم,
⛔اعتني بأن يحفظ الله لك بالأعمال الصالحة، بأن تفعلها والله عز وجل يحفظها لك.
ومن آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن :(

🌑 التوكل عليه وحده وتفويض الأمور إليه.
⛔ علاقة اسم(المهيمن ) جل جلاله ، بالتوكل ⛔
وهذا أمر نحتاجه بدقة لأنه غاية في الأهمية وحسّاس في حياتنا،
🔎 إذا كنت تعلم أنّ الله مطلع على كل شيء ,
🔎
وعلى قلبك وقلوب الناس ومهيمن وحفيظ على كل شيء،
تعلم أنه يدبر الأمور بعلمه.
لما تحسن في إرادتك القلبية يحسن الله إليك ،
بمعنى أن أحيان كثيرة تشغلنا مشاعر الانتقام من أحد،
تشغلنا مشاعر أخذ حقوقنا من أحد, 
       ⛔ماذا يحدث؟
   تذهب طاقتنا بدل التوكل والتفويض!
🌑تذهب الطاقات في المطالبة بالحقوق.  
🌑الحقوق لا يسوقها إلا الله،
⛔ من قال لك أنه مادام حقك لابد يصل فلو كان ذلك لذهب كل الظلم الذي في العالم،
الله من يرد عنك الظلم ويأتي لك بالحق وينفعك،
إذن لا تشغل قلبك والله عز وجل شهيد على ما قام في القلوب، 
لا تشغله بالصراع بينك وبين من تظن أن الحق معه,
إنما أشغل قلبك بالتوكل على الله أن يأتي لك بحقك.
🌑حتى لو ذهبت إلى المحكمة اذهب ولكن لا تتصور أن المحكمة تنزع حقك لابد يبقى قلبك على الله متوكل وتأخذ حقك عندما  تتوكل على الله أن يأتيك به،
ولذلك يعقوب عليه السلام  لما كان يشكو بثه وحزنه {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[6].
إذا علمت أن الله مهمين ومطلع على ما قام في قلبكعلم أن وقت طلبك مثلا لحقوقك إن توكلت عليه أن يأتي بحقوقك ساقها إليك  لينة  هين،
🌑 وإن وضعت بينك وبين حقوقك غير الله مثلا لسانك ويدك وعليها اتكلت وهو حقك والمال في جيبك انقطع عنك حقك،
🔎هو مطلع لما قام في قلبك شهيد عليه حفيظ على حركة القلب.
🚫نحن مشكلتنا أننا ربّينا في زمن أن لابد أن تأخذ حقك من فم الأسد ولا تكن ضعيفًا!
🔎فينظر الله لقلوب اتكلت على نفسها فيخذلها ويجعل تدبيرها هو تدميرها!
فإذا علمنا أن الله  مهمين مطلع ومراقب على حركات القلوب وتعلقاتها اعلم أنه على قدر ما قام في القلب ستُعطى,
🌑 ومسألة التوكل وعلاقتها باسم المهيمن بحر عظيم وتحتاج إلى كلام كثير.
ومن آثار اﻹيمان باسمه سبحانه ( المهيمن):

 🌑  محبة الله والتقرّب إليه بالطاعات والقربات تعبّدًا له وحبًّا والتماسًا لمرضاته وشكرًا له على نعمائه وأفضاله وإحسانه.
لمّا تكون متيقّنًا أنّ الله شاهد عليك الآن وأنت تعمل العمل الصالح وينظر إليك راض، فتحرص على أن تفعل فعلًا تتيقّن فيه أنّه ينظر إليك وهو راض،
فنحن من عقائدنا أننا نحاسب يوم القيامة عن الحسنات والسيئات. 
🚫
لكن لا تتصور أنه لا يوجد نظر من الله إلى عباده قبل يوم القيامة, ولا محبّة من الله للعبادة،
ولا تتصور أنّ الجزاء فقط يوم القيامة والدنيا منقطعة،
أحيانًا يأتي في تفكيرنا أن نعمل ونعمل ونجمع لأنفسنا حسنات ويوم القيامة يعطينا الله جزاءنا وندخل الجنة، ولكن ماهي علاقتنا مع الله في الدنيا؟
طلب وعطاء ويعطينا وانتهى الأمر!
لو أنت تنظر إلى علاقتك مع الله بأنه ينظر إليك أنك تفعل فعلًا طيبًا يحبّه الله،
🔺
ذكرك في الملأ الأعلى وأحبك الله ورضي عنك،
🔺
ولو فعلت فعل يغضبه كانت المسألة بالعكس طرد هذا العبد من جنابه وأبغضك الله..
🌑فإذا حملت همّ أنّه ينظر إليك تكره أن ينظر إليك وأنت في موطن يبغضه،
ويقال لك لو صليت على النبي صل الله علية وسلم صلاة واحدة يصلى الله عليك، يعني يثني عليك في الملأ الأعلى،
تذكره يذكرك، تذكره في نفسك، يذكرك في نفسه المقدّسة.
فيبقى العبد مشاعره أنه سبحانه مهيمن رقيب عليه وشهيد عليه حافظ له، يبقى محبًّا أن يشهد عليه ربه بكل خير يعمله.
🌑إذن اسم المهيمن يدفعك للأعمال الصالحة، يجعلك تزداد حبًّا له،
تحب أن ينظر إليك وهو عنك راض،
تحب أن تذكره  لكي يذكرك،
فتبقى عندك مشاعر أنه يراقبك ويشهد فعلك,
لو تعلم أنه مراقب لك طول الوقت ستطلب دائما رضاه,
ويقع في قلبك محبة إرضائه لأنك متيقن أنه ينظر إليك.
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ).
)المهيمن ) جل جلاله

📍يهيمن على حياتنا أشخاص لا يكون عندنا تفكير إلا احترامهم لنا وتقديرهم لنا وتبقى قلوبنا معلقة فقط بكلمة ثناء منهم.
🌑 فالذي يجب أن يكون في قلبك كما في سورة الانسان {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا}[1]
, أي الله هو المهمّ لديّ وأريد ثناءه وشكره، ولا تفهم هذا بالعكس,
فلو أحسن إليك شخصًا قل له شكرًا بلسانك، والثناء كله لله،
فعندما تقدمين لأحد إحسان لا تنتظري من أحد جزاء ولا تهتمي ولا تعلقي قلبك ولا تعددي على نفسك أنك كنت أنك محسنة.
المقصد أن تعلم أن الله مراقب لك وشهيد عليك وحفيظ على أعمالك, لو فهمت هذا لن تلاحظ إلا الله.
  في سورة الرعد
{
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ}[2]
لكي تعرف كيف تنظم علاقتك مع الناس ولا يسيطروا عليك،
تعلموا لما وصف النبي  ((لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا))[3]
فلو وصلت شخصًا وهو يقطعني وكنت أفكر في وجهة نظره وأنه سيقول هذا  متمسك بي وليس عنده كرامة وضعيف الشخصية, لو كنت تفكر في منزلتك عنده ستقطع من المؤكد.
🔎 لذلك نقول من أول الأمر لا تفكّر في منزلتك عند أحد من الخلق، فكّر فيمن أمر الله به أن يوصل من زوج أبناء جيران.. إلخ, صلهم بدون أن تفكر فيهم بأنهم سيقولون أني محترمة ولديّ أخلاق ... كل هذا البحث الله مطلع عليه،
🌑 ومن ثم ذهب هذا الجهد هباءً منثورًا لأن كل الذي يهمك هم ماذا يقولون، أنت صِل الناس ائتمارًا بقول الله {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} يصلون من أجل أنّ الله أمرهم لا من أجل ما قيمتي عندك عندما وصلتك.
ولذلك أخلاق الموحّدين ثابتة لا أنتظر ردة فعل، نحن نتخلّق تعبّدًا وتقرّبًا,
مثلًا عندما أسلّم على أي شخص أسلم  ببرود ولمّا أعرف أن هذه رئيسة مكتب..إلخ, يصبح في سلامي بحرارة! ما كأنّ (السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته) أجور عند من يأجرني!
🌑 فلا يهيمن على حياتنا إلا المهيمن سبحانه، لا تراقب إلا الله،
🔎 وإذا راقبت الله ستحسن لكل أحد, وسترى أنه لا حق لك على أحد ,
🔎 بينما كل الناس لهم حقوق عليك وتكون مبارك ومفتاح للخير أينما كنت،
🔎 وكل تفكيرك بأن كل واحد أعطيه حقه,
لكن من يصاب بداء الكبر ولا يلاحظ إلا ناس معينين ستجده أن في بعض الوقت لا يعطي بعض الناس حقوقهم لأنه لا يهمني شكرهم, ولا ثناؤهم، فمع كلمة (لا يهمني) تذهب الحقوق.
🌑نعم إذا راقبت الله ، وكان الله هو وحده المهيمن في حياتك وتفكريك فستعطي كل واحد من الخلق حقه.

مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 



No comments:

Post a Comment