Tuesday, June 3, 2014

الله جل جلاله


{الله {جل جلاله


🌱قال تعالى:

{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [طه: 8ٰ ].🌱

وهو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى ، بل قيل فيه أنه أعظم أﻷسماء الحسنى .

🌿وقد اختص بعدة خصائص 🌿
منها:

أنه أكثر أسماء الله الحسنى وروداً في القرآن الكريم ، 
فقد ورد في القرآن أكثر من ألفين ومائتي مرة ، وهذا ما لم يقع لاسم آخر ،
وقد افتتح الله جلا وعلا به ثلاثًا وثلاثين آية .
وذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم ، والذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى .
و أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ، وسائر الأسماء مضافة اليه ،
قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }.
وهو مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى ، دالٌّ عليها بالإجمال ،
والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي هي صفات الجلال ، والكمال ، والعظمة ، 
فهو  مرجع لسائر أسماء الله الحسنى  ، ومدار معانيها عليه .
وأنه اﻻسم الذي اقترنت به عامة اﻷذكار المأثورة كالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل والحوقلة والحسبلة واﻹسترجاع والبسملة وغيرها.
وأن الله تعالى قبض عنه اﻷفئدة واﻷلسنة فلم يتجاسر أحد على التسمي به.
أن كثير من اﻷدعية تبدأ بلفظ (اللهم ) ومعناه: يا الله، فإذا قال السائل اللهم كأنه قال أدعو الله الذي له اﻷسماء الحسنى و الصفات العليا بأسمائه وصفاته.


🌿المعنى اللغوي لهذا اﻻسم 🌿

[ الله ] : أصله  اﻹله،
واﻹله في لغة العرب أطلق على أربعة معاني:
المعبود.
الملجأ ، والمفزوع إليه.
المحبوب حبا عظيما.
الذي تحتار العقول فيه.


🌿المعنى الشرعي لﻻسم🌿

أحسن ما قيل فيه ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال :
{ الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين }.
🌿جمع هذا المعنى  أمرين🌿

اﻷول
الوصف المتعلق بالله من هذا اﻻسم الكريم وهو:
             🌰الألوهية 🌰
🔸فاﻷلوهية وصفه الدال عليها لفظ  (الله( ، 
🔸
فاﻷلوهية هي الوصف العظيم الذي استحق أن يكون به إلاها  .
🔸
بل استحق أن ﻻ يشاركه في الوصف العظيم هذا مشارك بوجه من الوجوه.
🔸
وأوصاف اﻷلوهية هي جميع أوصاف الكمال والجﻻل والعظمة والجمال، وأوصاف الرحمة والبر والكرم والامتنان. 
🔸
فصفات اﻷلوهية والتي تتضمن جميع اﻷسماء الحسنى و الصفات العليا هي التي الله يستحق  أن يؤلَّه ويعبد ﻷجلها.
🌰والتأليه هو شدة المحبة والتعظيم الذي ينتج منه الذل واﻹنكسار واﻷفتقار لله تعالى وبه يكون العبد طائعا منقادا لله.

   ▪الثاني ▪
الوصف المتعلق بالعبد من هذا اﻻسم وهو:
          
🌰 العبودية 🌰
🔸فالعباد يعبدونه ويألهونه. 
قال تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيم }. [الزخرف: 84ُ] .
أي : يألهه أهل السماء وأهل اﻷرض طوعاً وكرها، 
كلهم عبيده ، فالكافر إنقاد ﻹرادته ومشيئته وتدبيره كرها،
المؤمن عبده وألهه طوعا { محبة وتعظيما وذﻻ وافتقارا وانقيادا}.
▪فالله تعالى:وصفه اﻷلوهية.
▪والعبد  :وصفه العبودية

وقد جمع تعالى هذين المعنيين في مواضع عديدة في كتابه.
   قال تعالى حين كلم موسى عليه السلام:

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }.
  [ طه : 14 ]. 
فالله تعالى يعرف نفسه لموسى عليه السلام، 
أوﻻ:{ إنني أنا الله ﻻ إله إلا أنا}
ثانيا:{فاعبدني وأقم الصﻻة لذكري}.▪
قال الشيخ السعدي في تفسيرها:
▪ { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا } أي: ▪ الله المستحق الألوهية المتصف بها🔸
لأنه الكامل في أسمائه وصفاته، المنفرد بأفعاله
🔸
الذي لا شريك له ولا مثيل ولا كفو ولا سمي
🔸
▪ { فَاعْبُدْنِي } بجميع أنواع العبادة، ظاهرها وباطنها، أصولها وفروعها
🔸
ثم خص الصلاة بالذكر وإن كانت داخلة في العبادة، لفضلها وشرفها، وتضمنها عبودية القلب واللسان. 

      🌿 فالله هو المعبود وحده 🌿
وهذا هو أهم معاني هذا اﻻسم الذي يجب على العبد معرفتها.
فالله سبحانه وتعالى ما خلق الجن واﻹنس إﻻ لتحقيق هذه الغاية. 
قال تعالى 
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }.[الذاريات :56 ].

و { ﻻ إله إلا الله } كلمة التوحيد، معناها :
 
    🔸ﻻ معبود بحق إلا الله 🔸
و هي الكلمة التي ﻷجلها خلق الله الخلق.
🌱
وﻷجلها أرسل الله الرسل .
🌱
قال تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون }. [ اﻷنبياء: 25 ].
فتوحيد  الله الذي هو عبادته وحدة ﻻ شريك له دعوة جميع الرسل على اختلاف شرائعهم .
🌿فﻻ معبود بحق إلا الله🌿                   
▪هو اﻹله الحق الذي
         ﻻ معبود بحق إلا هو.▪


🌿 والعبادة 🌿
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷعمال الظاهرة والباطنة 
▪ فالصلاة عبادة ،والدعاء عبادة، والخوف عبادة ،والمحبة عبادة، والتوكل عبادة، واﻹستغاثة عبادة،والصوم عبادة ،والنذر عبادة، والذبح عبادة ،وغيرها كثير
وكلها ﻻ تصرف إﻻ لله تعالى وحده ،
هذا هو التوحيد إفراد الله بالعبادة،
والعبادة ﻻ تكون عبادة إﻻ إذا كانت عن محبة وتعظيم.
وﻻ يتم ذلك إﻻ بمعرفة الله بأسمائه وصفاته وإفراد الله بها فﻻ سمي له وﻻ ند له وﻻ مثيل.
🌰
وهذا هو توحيد اﻷسماء والصفات الذي هو  إفراد الله بأسمائه وصفاته .
🌰
فمن عرف ذلك وأقر به وجب عليه أن يكون مؤلها لله محبا له ، ومعظما له طائعا منقادا له.
🌰 وهذا هو توحيد اﻷلوهية. 
    والذي هو إفراد الله بالعبادة.
🌱قال تعالى:
{
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [طه: 8ٰ ].🌱
وهو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى ، بل قيل فيه أنه أعظم أﻷسماء الحسنى .


       🌿ثمرات وآثار العلم
                       بهذا اﻻسم🌿 

أوﻻ:
ما أثر معرفتك بهذا اﻻسم على اعتقادك؟
الجواب:
أن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده دون غيره. 
وأنه هو المألوه الذي تعظمه القلوب وتخضع له وتعبده عن محبة وتعظيم وطاعة وتسليم لما له من اﻷسماء الحسنى و الصفات العليا. 

ثانياً:
🌿اﻵثار العملية 🌿

اﻹقرار بألوهية سبحانه وتعالى وهذا يستلزم توحيده بأفعاله : فﻻ رب سواه وﻻ خالق وﻻ مالك وﻻ مدبر غيره سبحانه.
توحيده بأفعال العباد { بأن تصرف كل العبادات الظاهرة والباطنه له وحده دون ما سواه }.
محبة الله محبة عظيمة تتقدم على محبة النفس واﻷهل والولد والدنيا جميعاً. 
🔸
ﻷنه المألوه المعبود وحده ، وهو المنعم المتفضل وحده وهو الذي له اﻷسماء الحسنى. 
🔸
وهذا يستلزم محبته ومحبة من يحبه وما يحبه، وبغض ما يبغضه سبحانه ومن يبغضه، والمواﻻة والمعاداة فيه. 
🔸
وﻻ يذوق عبد طعم اﻹيمان إﻻ بذلك.
🌿
فمحبة الله في القلوب هي أصل التأله والتعبد وسبب اﻹنابة إليه وطلب القرب منه🌿
وبحسب معرفة العبد بربه تكون محبته له.
تعظيمه سبحانه وإجﻻله وإخﻻص العبودية له وحده من:
توكل ، وخوف ، ورجاء ، ورغبة ، ورهبة ، وصﻻة ، وصيام ، وذبح ، و نذر ، وغيرها من أنواع العبوديات التي ﻻ يجوز صرفها إلا له سبحانه.
الشعور بالعزة به سبحانه والتعلق به وحده وسقوط الخوف والهيبة من الخلق والتعلق بهم.
وكما يجب إفراده بالمحبة والوﻻء يجب إفراده بالحكم والتحاكم. 
و كل أثر من آثار أسماء الله عز وجل وصفاته إن هو إﻻ أثر لهذا اﻻسم العظيم ومن موجباته ،
ﻷن لفظ الجلالة مستلزم لجميع اﻷسماء الحسنى و الصفات، فكلها راجعة في معانيها إليه.

ولله اﻷسماء الحسنى

No comments:

Post a Comment