Monday, June 16, 2014

المؤمن


بسم الله الرحمن الرحيم 

أسماء الله الحسنى


↔ نواصل بحول الله دراسة الأسماء التي وردت في أواخر سورة الحشر.


اسم الله المؤمن

       " جل جلاله "       


 هذا الدرس مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله )

 وجه عدم ظهور معنى اسم (المؤمن)

📌أن اسم (المؤمن) صفة لأهل الإيمان، فكأن ذلك سوف يشكل على الناس،
⛔ ما معنى أن يوصف العبد بأنه مؤمن؟ 
⛔وما معنى أن يوصف الربّ بأنه مؤمن؟
⬛المعنى اللغوي لاسم (المؤمن) :
💫له معنيان:
🔺1)       التصديق، 
كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}[ سورة يوسف: 17]
أي: ما أنت بمصدّق لنا.
🔺2) بمعنى الأمان الذي هو ضد الإخافة,
كما في قوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[2].
⬛ورود هذا الاسم في النصوص:
ذُكر مرة واحدة في سورة الحشر، قال تعالى:
{ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}[3]
⬛ مقارنة بين كلمة (المؤمن) مضافة للناس، وبين كونها وصفًا لله تعالى:
(الناتج من هذه المقارنة: الفهم الدقيق لمعنى اسم (المؤمن)
أولاً -- معنى (المؤمن) في حق الناس:
أي: مصدِّق وزيادة. 
ليس مجرد التصديق، بل يصدق ويعمل أيضًا، فمجرد التصديق لا يكفي في الإيمان.
ملحوظة:
الكلمات التي ترد في اللغة وتخصّها الشريعةُ بزيادة؛ في الغالب يُترك استعمال المعنى اللغوي، ويصبح الاستعمال الشرعي هو الأصل.
↔ مثال على ذلك:
◾الكلمة : الحج
🔺معناها في اللغة: القصد
🔺معناها في الشرع: قصد بيت الله الحرام. 
◾الكلمة : الصلاة
🔺 معناها في اللغة : الدعاء
🔺معناها في الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة تُبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم .

◾الكلمة : الإيمان
🔺المعنى في اللغة :التصديق
🔺المعنى في الشرع: التصديق وزيادة.
فهو اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.

- معنى (المؤمن) في حق الله -عزّ وجلّ-

🔄 أسلوبنا في الأسماء التي وردت في أواخر سور الحشر على خطوتين:
🔖1-                 فهم معنى الاسم، ووصوله إلى الذهن.
🔖2-                 تفاعل المعنى في داخل القلب.
🔎فالخطوة الأولى- من جهة الفهم:
🔺له معنيان:🔺
◾أحدهما: المؤمن هو المصدِّق، وفي دعاء سيّد الاستغفار: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ))[4]
⛔ما معنى قوله: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ))؟
🔖أي: أنا على عهدِ الله الذي عاهدتُه في سورة الفاتحة، قال تعالى:  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[5] .
🔖أو: العهد الذي أخذه الله على الناس وهم كأمثال الذرّ، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}[6]
🚫وليس هذا هو موطن الشاهد من الدعاء، بل موطن الشاهد قوله ((وَوَعْدِكَ)).
⛔ما معنى ((وَوَعْدِكَ))؟
أي: أنا مصدِّق مؤمن بوعد الله منتظر له، معتقد أن الله -عزّ وجلّ- صادق في وعده، محقق لوعده.
⛔ما علاقة تصديق وعد الله باسم (المؤمن)؟
🔄 وذلك أن العبد يؤمن بأن الله مؤمن، أي: مصدِّق وعده، لابد أن يحصل ما وعد به، كما قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[7].
⛔ ما علاقة دعاء سيد الاستغفار الذي فيه ((ووعدك ما استطعت)) باسم (المؤمن)؟
((وَوَعْدِكَ)) أي: أنا على إيماني ويقيني بأنك مؤمن.


 كيف أحقق إيماني باسم الله (المؤمن)؟

🔄 يتحقق الإيمان باسم الله (المؤمن) على مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة عامة: وهي الإيمان العام
وهو الذي ورد في سورة الروم {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} فهذا الإيمان العام يخرج به العبد من حال أكثر الناس.
⛔ما هو حال أكثر الناس؟
لا يعلمون أن وعد الله حقّ، علمهم بالوعد موجود،
لكن لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده، لا يوقنون بذلك.
ما سبب عدم يقينهم بوعد الله؟
🔖1-     لأن تفكيرهم أن كل النتائج الموعودة لا بدّ أن يروها بأعينهم، وفي وقت سريع.
🔖2-     ولأنهم لا يعلمون صفات الربّ العلم اليقيني.
🔖3-     ولأنهم يرسمون لأنفسهم صورة معينة لتحقيق الوعد.
مثال على ذلك:
قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[1]
هذا وعد من الله أن يكون مع العبد الصابر.
ما صورة عدم اليقين بهذا الوعد؟
◾أن يكون العبد يريد أن يصبر، وفي الوقت نفسه يريد أن يظهر له أن الله معه،
↔مع أنه لا يوجد عنده مفهوم واضح لمعنى المعية،
🔎 فقد يرى البعض أن معنى أن الله معه: أنه لا يشعر بآلام،
🔎 ويفسرها البعض: أنه يُسدَّد،
🔎 ويفسرها البعض: أنه تُفرج كربته،
🔎 فالعباد أنفسهم لا يوجد عندهم مفهوم واضح لمعنى المعية،
فإذا لم يتحقق للعبد الصورة التي رسمها في ذهنه؛ ضعف يقينُه بوعد الله.
المرحلة الثانية مرحلة خاصة: وهي الإيمان التفصيلي
وهو على قسمين :
🔖القسم الأول:
🔘 العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود,
🔘 إذا لم يأت بالشروط؛ لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
🔖القسم الثاني:
🔘 العلم بمعنى تحقيق الوعد الذي جاء به النصّ.
🔄 نبتدئ بالقسم الأول 
وهو: 
🔖العلم بأن تحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص الموعود, إذا لم يأت بالشروط لم يصر أهلاً للوعد أو الوعيد.
⛔ حال الناس: 
أنهم عندما يجدون وعدًا في النصوص، يظنون أن ذلك الوعد يتحقق مباشرة لكل شخص يأتي بالصفة، ولا يعلمون أن المسالة لها شروط في الموعود نفسه،
        

وهذه مشكلة على مستوى الأمة، أن الشخص يمسك بطرف من الدليل ويترك الطرف الآخر.
مثال:
◾-          شخص يتصدق، هل نقول أنه تتحقق له الأجور المترتبة على الصدقة لأنه لا يوجد دليل يشترط أن يكون المتصدق مؤمنًا؟!
◾-          جاء وصف السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربّهم يتوكلون، فإذا وُجد عبد يقول: أنا لا أسترقي ولا أكتوي ولا أتطير وعلى ربي أتوكل، ثم نجده مع هذا لا يصلي؛ فهل يتحقق له الوعد؟!
🔎النتيجة:
🔖إيماني باسم (المؤمن) يجعلني أحرّر صفات الموعود،
🔎 وأنظر في شروطه،
🚫 وضدّ ذلك: أن لا يحرِّر العبد صفات الموعود ولا ينظر في شروطه، وينتظر تحقق وعد الله مباشرة، فهذا خلل في الإيمان باسم (المؤمن).
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله )

إيماني باسم الله ( المؤمن ) بأنه المصدق لوعده، يجعلني أحرر صفات الموعود وشروطه.
فما هي خطوات تحرير صفات
الموعود؟
مثال:
في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[2]
⛔ ما معنى أن أؤمن باسم (المؤمن) في هذه الآية؟
✅ أن أعتقد أن الله مع الصابرين، ولا أضع في عقلي صورة معينة،
بل لا بد أن تكون صورة المعية هي الصورة الشرعية التي أخبر الله بها،
وقد جاء في الحديث: ((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))[3]
           
         
فهذا معنى المعية؛
🔎 أن يكون سمعك الذي تسمع به
فلا يقع في سمعك إلا ما ينفعك لاتخاذ القرار،
🔎ويكون بصرك الذي تبصر به، فتنظر والناس كلهم يائسون وأنت متأمل بشيء ظاهره أنه لا يأتي لكنه سيأتي لأنك صابر.
🔎ويسددك الله ويثبتك وأنت داخل المشكلة ولا ينخلع قلبك، حتى أنك تجد أمامك المسائل واضحة، 
🔎بل أحيانًا كثيرة لما تتكلم فكأن أمامك دفترًا تقرأ منه، وذلك لأن الله معك هو الذي يسددك ويعطيك ويؤيدك.
مثال آخر:
معاملة الله لعباده باسم الحليم يفسّره البعض بأن الله -عزّ وجلّ- قبل توبته.
↔ فمِن العباد مَن إذا أذنب، وتاب، ووجد أن الله عزّ وجلّ لم يعاقبه؛ يتصور أن الله قَبِل توبته, 
            
🔖والحقيقة
🔺 أن الله عزّ وجلّ حلم عليه، ولم يعاجله بالعقوبة, وذلك أنه لم يتب توبة صادقة -
🔺 بمعنى أن قلبه لم يكن حاضرًا حال توبته، لم يكن نادمًا، بحيث إذا أتته فرصة؛ سيقع منه الذنب نفسه - 
🔺 فلم يتحقق له الوعد أن يُدفع عنه أثرُ ذنبه, 
🚫لكن لأنه كان خائفًا ألا تُقبل توبته ولأنه كان في قلبه حرارة؛ عامله الله باسم الغفور الشكور، عامله باسم الحليم؛ 
↔ كي يرجع ويكرِّر توبته، لكنه فسّر حِلمَ الله بقبول الله لتوبته،
📌 فلمّا أتته العقوبة بعد فترة من الزمن؛ قال: أنا قد تبت، فكيف أعاقب بعد توبتي؟!

نقول له: لا،
فإنه ينقصك الإيمان بالوعد من جهتين:
🔖الأولى: أنك لم تكن أهلاً لتحقيق الوعد
🚫فليس كل من تاب؛ تاب الله عليه،
🔎 لكن التائب عليه أن يحرِّر توبته، 
🔎عليه أن يكون جامعًا لقلبه, باذلاً الجهد، 
🔎قد وصل لمرحلة كراهية الذنب، 
🔎وكراهية الوقوع فيه, والاشمئزاز منه,
🔎 والإحساس بالرهبة والخوف أن يعود للذنب,
((وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))[4]، هذه المشاعر الملتهبة تدل على صدق التوبة، 
✅ فإذا تحققت هذه الشروط كان صاحبها أهلاً لتحقيق الوعد.

🔖الثانية: أنك لم تفهم معنى أن يتوب الله عليك،
🔘 فليس معنى توبة الله عليك أنك لن تجد أثرًا لذنبك,
🔘 ليس معناه أنه لن تنزل عليك العقوبة, 
🔘ليست هذه علامة على قبول الله للتوبة,
🔘 هذه فقط واحدة من العلامات,
🚫 لكن لابد أن تأتي بعلامات أخرى,
🔺 منها احتراق القلب لحظة ذكر الذنب,
🔺 عدم تمنيه, 
🔺كراهيته, كل هذا يجب أن يكون موجودًا كي تصبح تائبًا عن الذنب.
🌿في اللقاء القادم إن شاء الله نواصل التعرف على صورة الوعد ولمن تتحقّق🌿
مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ). 


 الذي لا يخلف وعده
⛔ ما هي صورة هذا الوعد؟ ولمن تتحقّق؟
صورة الوعد:
🔺 أن الله يدفع عن العبد أثر الذنب الذي ارتكبه، وهذا لا يتحقق إلا لمن قامت في قلبه الأسباب المحققة للوعد.

مثال:  
📌شخص يغتاب أحدًا أو يسيء الظّنّ به، ثم تمضي عليه سنين ويحلم الله عليه لعلّه يتوب،
📌 ثم يصبح هذا الشخص في نفس موقف الذي تكلم فيه، نفس الكلام يُقال عليه،
🔎 مع أنه في المرة الماضية ذكر كفارة المجلس ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ))
🔘 فهذا يُفسَّر بأن الشخص لم يتب على الحقيقة، لذلك وقعت عليه العقوبة تربية من الله عزّ وجلّ له لكي يتوب.
🔺🔎مثال في الوعيد:🔎🔺
شخص مؤمن بوعيد الله سبحانه وتعالى,
عندما يقول الله عز وجل أنه سوف يفعل كذا لمن فعل كذا؛ فإنه إلا وسيحصل، كما في آية سورة محمد -
هذه يجب أن نخاف منها كما ينبغي -: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[1],


أي: سيخرجها الله -عزّ وجلّ- إلا ولابد، سيخرجها في أمرين:
🔖1)             في وجوههم، وسيماهم.
🔖2)             وفي لحن القول.        
كما ورد في الآية, { فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[2]
📌 هذا الوعيد ما معناه؟
🔎معناه أنه كلما انطوى قلبك على طوية فاسدة باطلة؛ فإنها ستَخرجُ في كلامك,
أو في لحن القول,
🔄والعكس بالعكس, كلما انطوى قلبك على طوية صالحة, وسريرة طيبة, سيظهر هذا حتى ولو لم تتكلم به، فسيظهر حتى في عينيك أنك صاحب سريرة صحيحة.
ولهذا؛ نحن في أحيان كثيرة نقع في الخطأ أثناء الكلام, ثم نقول: مع أني حسبتُ حسابي مائة مرة كي لا أقع في هذا الخطأ.
📌 فمهما بذلت جهودك, ووضعت جدرانًا كي لا يكتشف أحد سريرتك الباطلة؛ فإن الله سيظهرها،
🔺 الله عزّ وجلّ الذي يملك قلبك هو الذي سيظهر هذه السريرة
🔎 {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[3],
🔎 {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}[4],
📌 سيخرّجها, سيظهرها,
🔖سوف يتكلّمون, تعرفهم {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[5].
🚫والوعيد هذا ينطبق على كل شخص في قلبه دسيسة،
إلا الشخص الذي يدافع هذه الدسيسة, ويبغضها, ويبكي, ويتمنى ألاّ تكون في قلبه,
فإن الله عز ّوجلّ لا يخيّبه, لا يخذله, فعلى قدر ألمه, وخوفه, وحزنه من هذه الدسيسة؛ يستر الله عليه, ويدفع الناسَ عنه,
↔بل يُفْهِم الناسَ عنه عكسَ ما هو موجود في قلبه, ويرفعه الله، بالرغم من أن في قلبه دسيسة,
↔ لأنه يحاربها, لأنه لا يريدها, لأنه يكرهها, لأنه يبغضها. ليس من كان قلبه مريضًا مبتلى ويدافع, مثل الذي يستسلم,
🔎{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[6]،

📌ولهذا أحيانًا يجد الإنسان أحدًا يقول له: ما شاء الله! لم أرَ أحدًا قلبًه صافٍ مثلك,
وهو يعلم من نفسه أنه مليء, لكن الله ستر عليه, ورفع ذكره بين الناس؛ لأنه صادق في المجاهدة، 
🚫لكن ينكشف هذا الستر ويذهب عندما يستسلم العبد لقلبه, ولا يجاهد.
🌿غداً إن شاءالله آخر لقاء من لقاءات اسم الله المؤمن.
🔖مقتبس من دروس أستاذة أناهيد السميري ( حفظها الله ).

خلاصة معنى الاسم في حق الله تعالى.
🌿أولا:
تعلقه بمعنى المصدق.
من معانيه في حق الله تعالى :
 أنه يصدق نفسه بتوحيده وصفاته، فقد شهد لنفسه بالوحدانية فليس فوق شهادة الله شهادة.
راجع آل عمران : 18
والأنعام: 19
 تصديق الله رسله وأنبيائه وأتباعهم، بما أنزله من الآيات البينات التي تدل على صدقهم ،
ومنها ما يظهره على أيدي المؤمنين. 
ومنها ما يريه أعداءه من نصره للمؤمنين
ومن ذلك إيقاع العذاب بالمجرمين والطغاة أعداء الرسل .
 تصديق الله لعباده المؤمنين في يوم الدين ، فالله تعالى يسأل الناس في يوم القيامة، ويصدق المؤمنين بإيمانهم ، ويكذب الكفرة والمجرمين ،
 
ويصدق المؤمنين ما وعدهم من الثواب، ومصدق ما أوعدهم من العذاب.

🌿ثانياً :

تعلقه بالمعنى الثاني المشتق من الأمان:
 أنه الذي يؤمن خلقه من ظلمه ، 
قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( المؤمن ) أي: الذي أمن خلقه من أن يظلمهم.
( ذكره ابن جرير في تفسيره.
 أنه الذي يهب عباده المؤمنين الأمن في الدنيا بالطمأنينة والأنس الذي بجدونه في قلوبهم بفعل الإيمان له سبحانه وتوحيده.
 أنه الذي يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق في كشف كربته وتأمين خوفه .
 أنه الذي يؤمن عباده المنقادين لشرعه بما يشرع لهم من الأحكام والحدود التي يأمنون فيها على : دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم، سواء على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.
 أنه الذي يؤمن عباده يوم الفزع الأكبر من مخاوف يوم القيامة ومن عذاب النار .
 الذي يؤمن عباده المؤمنين عند نزول الموت حال الاحتضار بأن يسمعوا تطمين ملائكة الرحمة لهم وتبشيرهم بالجنة وتأمين خوفهم وحزنهم.
 أنه الذي يؤمن لجميع خلقه إنسهم وجنهم،  مؤمنهم وكافرهم، كل ما يؤمن بقاء حياتهم إلى الأجل الذي أجل لهم بتوفير رزقهم ودفع العدوان عنهم.
     
🔖عبدالعزيز بن ناصر الجليل
🔖
ولله الأسماء الحسنى.

الآثار الإيمانية لاسم الله ( المؤمن (

محبة الله عزوجل الذي يؤمن الخائفون في كنفه ،
🔄 ويطمئن المؤمن بالإيمان به وعبادته وحده، لأنه سبحانه لا يظلم أحدا، هذا سبب للأمن النفسي والسعادة القلبية والتعلق بالله وحده ومحبته وإجلاله ، وكثرة ذكره وشكره، واللجوء إليه وحده سبحانه في طلب الأمان وذهاب الخوف والفزع في الدنيا والآخرة.
من الآثار زيادة الإيمان والتصديق في القلب ، وذلك برؤية آثار اسمه سبحانه ( المؤمن ) الذي منها:
تصديق نفسه سبحانه وإقامة البراهين الواضحة الدالة على توحيده وتفرده سبحانه بالربوبية  والألوهية وكمال الأسماء والصفات .
ومنها تصديق الله عزوجل لأنبيائه ورسله بما يظهر على أيديهم من المعجزات والدلائل والبراهين على صدقهم وصدق ما يدعون إليه.
ومن ذلك اليقين بصدق وعد الله تعالى لعباده المؤمنين بالنصر في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة.
  الاغتباط  بأحكامه سبحانه وشريعته الكاملة الشاملة التي تكفل الخير والسعادة والأمن الشامل لكل الضروريات الخمس .
وهو أمان للبشرية بأسرها لو أخذت به وخضعت لأحكامه .
وهو أمان في الآخرة من عذاب الله تعالى.
🔄 وهذا الاغتباط يثمر في قلب المؤمن سرورا وفرحا بهداية الله عزوجل له إلى ذلك.
كما يثمر همة وعزيمة ونشاطا إلى الدعوة إلى هذا الدين القويم.
من الآثار الصبر على المصائب والمكاره ؛
لأن المؤمن يعلم أنها من عند الله الرحيم الحكيم الذي يؤمن عباده من ظلمه ،
الرحيم الحكيم الذي يجعل فيما يصيب المؤمن خيرا له وأمنا في عاقبة أمره ، والله تعالى لم يبتل العبد ليعذبه بل ليرحمه ويهذبه. 
سلامة القلب نحو عباد الله تعالى وتأمينهم من العدوان ؛
فالمتعبد حقا باسمه سبحانه ( المؤمن ) يتصف بصفة السلامة ويكف شره وأذاه عن الناس .

🔖عبدالعزيز بن ناصر الجليل
🔖
ولله الأسماء الحسنى


No comments:

Post a Comment