Saturday, June 14, 2014

الواحد، الأحد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

نبدأ بحول الله وعونه هذه الدورة بالأسماء التي في سورة الإخلاص

اسم الله الواحد، الأحد

 ثبوت هذين اﻻسمين 

🔗قد ورد ذكرهما في الكتاب والسنة.
فأما اسمه: (الواحد) فقد ورد في أكثر من عشرين موضعًا في القرآن. ومن ذلك قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [الرعد: 16].
وأما اسمه: (الأحد) فقد ورد مرة واحدة في القرآن الكريم.وذلك في قوله تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  } [الإخلاص: 1].
وكذلك جاء في السنة في قوله " صلي الله عليه وسلم "
{
لذلك الرجل الذي دعا بهذا الدعاء: "اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"، }
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لقد سأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).

 المعنى اللغوي

(الواحد والأحد) وإن كان اشتقاقهما واحدًا وبينهما معان مشتركة
إلا أن بعض العلماء قد فرق بينهما؛ وذلك من الوجوه التالية:
🔷الأول: أن الواحد اسم لمفتتح العدد، فيقال: واحد واثنان وثلاثة.
🔺أما (أحد) فينقطع معه العدد فلا يقال: أحد اثنان ثلاثة.

🔷الثاني: أن (أحدًا) في النفي أعم من (الواحد). 
🔗يقال: ما في الدار واحد، ويجوز أن يكون هناك اثنان أو ثلاثة أو أكثر.
🔺أما لو قال: ما في الدار أحد فهو نفى وجود الجنس بالمرة، فليس فيها أحد ولا اثنان ولا ثلاثة ولا أكثر ولا أقل.
🔷الثالث: لفظ (الواحد) يمكن جعله وصفًا لأي شيء أريد، 
فيصح القول: رجل واحد، وثوب واحد.
🔺 ولا يصح وصف شيء في جانب الإثبات بأحد إلا الله الأحد: [قل هو الله أحد] 
فلا يقال: رجل أحد ولا ثوب أحد.

معنى الواحد الأحد في حق الله تعالى

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : 
(الأحد): "المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية"
💧ويقول أيضًا: "في (الأحد) نفي لكل شريك لذي الجلال"
📍و(الواحد والأحد) هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
🔦 المتفرد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وربوبيته، وإلهيته، 
لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد".
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله : 
💧" (الواحد الأحد) هو الذي توحد بجميع الكمالات، 
وتفرد بكل كمال، وجلال وجمال، وحمد وحكمة، ورحمة وغيرها من صفات الكمال؛ 
🔗فليس له فيها مثيل ولانظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه.
🔦فهو الأحد في حياته وقيوميته وعلمه وقدرته وعظمته وجلاله وجماله وحمده وحكمته وغيرها من صفاته، 
موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة من هذه الصفات.
فيجب على العبيد توحيده عقلاً، وقولاً، وعملاً
بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة" .
يقول ابن القيم رحمه الله :
💧 "ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء: (الرب) - تبارك وتعالى -
🚫 فلا يجوز التسمية بالأحد والصمد، ولا بالخالق، ولا بالرازق، 
وكذلك سائر الأسماء المختصة (بالرب) تبارك وتعالى".

 ما معنى وحدانية الله عزوجل؟ 




إنها تعني التوحيد بأنواعه الثلاثة:

توحيده سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته. 
توحيده سبحانه في ربوبيته. 
توحيده سبحانه في ألوهيته.

 وفي ذلك يقول الدكتور الأشقر : وتتجلى وحدانية الله تعالى فيما يأتي :

أولاً :

🔺وحدانيته في ذاته وصفاته:
فالله تعالى لا مثيل له ولا نظير له ، لا في ذاته ولا في صفاته ، لذلك فإنه سبحانه وتعالى و تقدس - لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، كما قال عز من قائل:
(
ِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة اﻹخلاص ]

هذه السورة الكريمة عرفت العباد بربهم، 
وقد أنزلها رب العباد جواباً لأهل الشرك والعناد الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم طالبين منهم أن ينسب لهم ربه.
📍يقول الشيخ السعدي في تفسيرها :-
💧 ( قُلْ ) قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه
💧 ( هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) أي: قد انحصرت فيه الأحدية فهو الأحد المنفرد بالكمال، 
🔗الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
💧( اللَّهُ الصَّمَدُ ) أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم،
لأنه الكامل في أوصافه،
🔺 العليم الذي قد كمل في علمه،
🔺 الحليم الذي قد كمل في حلمه، 
🔺الرحيم الذي [ كمل في رحمته الذي ] وسعت رحمته كل شيء، 
🔗وهكذا سائر أوصافه.
💧ومن كماله أنه ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) لكمال غناه.
💧 ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
🔦فهذه السورة مشتملة على توحيد اﻷسماء والصفات.

ثانياً  
🔺وحدانيته تعالى في ربوبيته :
فهو سبحانه وحده الذي خلق السماوات والأرض، وأنزل الماء من السماء ، وأنبت به جنات الأرض التي تبهج النفوس وتسرها. 
قال تعالى : ( (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ 
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [سورة النمل :59- 60]
وقال تعالى مقررا وحدانيته:
(قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [سورة الرعد : 16]

ثالثا :
🔺وحدانيته في ملكه :
يقول الشيخ حافظ حكمي في معارج القبول:
ومن توحيد الربوبية : توحيد الله في ملكه ، فالله تعالى أحد في ربوبيته فلا شريك له في ملكه ، ولا مضاد ، ولا منازع ولا مغالب ، فكما أنه( الأحد الفرد) في ذاته وأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته ، فهو المتفرد في ملكوته بأنواع التصرفات ، من الإيجاد والإعدام، والإحياء والإماتة، والخلق والرزق، والإعزاز والإذلال، والهداية والإضلال، والإسعاد والإشقاء ،والخفض والرفع، والإعطاء والمنع ،والوصل والقطع، والضر والنفع ، فالكل خلقه ومماليكه وعبيده في قبضته، تحت تصرفه وقهره ماض فيهم حكمه ،عدل فيهم قضاؤه، نافذة فيهم مشيئته، لا تتحرك ذرة في السموات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

رابعاً :
🔺وحدانيته في ألوهيته:
فالله هو المعبود الحق الذي يستحق العبادة دون سواه ، وكل من عبد معه إلها آخر يدعوه ويستعين به ويستغيث به فقد  أشرك غيره معه في ألوهيته:
قال تعالى :
( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة التوبة : 31]
 فوحدانية الله تعالى أخص خصائص ألوهيته ، 
والإقرار بالألوهية أعظم أنواع العبادة التي يتقرب بها إلى الله تعالى ،
🚫 ونقيض الوحدانية الشرك:
وهو أعظم جريمة يرتكبها البشر، ولعظمها فإن الله تعالى لا يغفر لأحد مات على شركه:
قال تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء : 48]
📌 ولما كان المشرك ذنبه غير مغفور فإن الله حرم عليه الجنة وهو خالد في النار لا يخرج منها أبدأ :
قال تعالى :
ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة المائدة : 72]
وقد ورد في السنة الصحيحة كثير من أذكار اليوم والليلة والمناسبات الشرعية الحث على الأذكار التي فيها توحيد الله سبحانه وتعالى ، ومن أفضلها وأعظمها وأشرفها ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي:لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) صحيح الترمذي.
وقد جاء الحث على هذا الدعاء دبر الصلوات، وفي أذكار الصباح والمساء، وعند الإنتباه من النوم، وفي السعي بين الصفا والمروة عند الحج والعمرة وغيرها من المناسبات.

🌍 الاقتران بالأسماء الأخرى

إقتران اسم{ الواحد}{ بالقهار}
ورد ذلك الاقتران في أكثر من موضع منها:
🔺قوله تعالى :
قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [سورة الرعد : 16]
🔺وقوله تعالى. 
(يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [سورة غافر : 16]
🔺وقوله تعالى.
(لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [سورة الزمر : 4]

🌍( والقهار): اسم مبالغة للقاهر
🔗وهو الذي خضع له كل شيء ،
🔗وذل لعظمته وجبروته وقوته كل شيء، 
🔗لا يخرج شيء ولا حي عن قدرته وتدبيره وملكه،
🔗 وقهر كل المخلوقات بالموت،
🔺وهذا يفسر -والله أعلم -سر إقتران اسمه ( الواحد )باسمه ( القهار).
🔗 حيث أن من موجبات اسمه ( الواحد)في ربوبيته وملكه وألوهيته وأسمائه وصفاته أن يكون قاهرا قهارا غالباً لكل شيء ، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وما من دابة إلا هو سبحانه آخذ بناصيتها، ماض فيها حكمه ،عدل فيها قضاؤه:
( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة هود : 56]

🌍وكونه تعالي ( الواحد )يقتضي كونه (القهار ).
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :( ووحدانيته تعالى وقهره متلازمان ؛ فالواحد لا يكون إلا قهارا والقهار لا يكون إلا واحدا وذلك ينفي الشركة من كل وجه).
ويقول أيضاً : ( فإن القهر ملازم للوحدة، فلا يكون إثنان قهاران متساوويين في قهرهما أبدا،
🔺
فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له،  وهو الذي يستحق أن يعبد وحده كما كان قاهرا وحده ).
( كما يشير هذا الاقتران إلى معنى بديع : 
وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعددهم ، والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن الظهير والمعين .فاقتران الاسمين يشير إلى كماله سبحانه في تفرده ، وكماله في قهره).

أما إقتران اسمه سبحانه ( الأحد ) باسمه ( الصمد ) فسنتحدث عنه إن شاءالله عند الحديث عن اسم الله ( الصمد ).


من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين

أعظم أثر وموجب لهذين الاسمينهو إفراده - سبحانه وتعالى 
🔗
بالربوبية واﻷلوهية 
🔗
وتوحيده سبحانه بأفعاله وصفاته
🔗
وتوحيده بأفعال عباده.
🔦 فكما أنه واحد في ربوبيته - حيث هو الخالق الرازق المحيي المميت المالك المتصرف في خلقه كيف يشاء فهو واحد في ألوهيته فلا إله إلا هو وحده لا شريك له.
📌 وحينئذ يتحقق توحيد العبد لربه سبحانه 
ويتحقق إفراده - عز وجل - بجميع أنواع العبادة . 
حيث لا يستحق العبادة إلا هو وحده سبحانه.
🔦وعندما يستقر هذا المعتقد في القلب فلابد أن يظهر ذلك في أقوال العبد، وأفعاله، وجوارحه كلها .
فلا يسجد، ولا يركع، ولا يصلي إلا لله وحده لا شريك له. 
ولا يرجو، ولا يدعو، ولا يسأل إلا الله - عز وجل .
ولا يستغيث، ولا يستعين، ولا يستعيذ إلا بالله وحده، 
ولا يخاف، ولا يرهب، ولا يشفق إلا من الله وحده، ولا يتوكل إلا عليه وحده.
وهذا يقتضي إفراده - عز وجل - بالحب والولاء.
💫
قال سبحانه: { ِقل أغير اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الأنعام: 14].
تعلق القلوب بخالقها ومعبودها وتوجهها له وحده لا شريك له،
لأنه (الواحد الأحد) الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وضروراتها
🔸 وهو القادر على كل شيء،
🔸 والمالك لكل شيء،
🔸 والمتصرف في كل شيء. 
🔦وهذا الشعور يريح القلوب من شتاتها واضطرابها
📍 ويجعلها تسكن إلى ربها ومعبودها
📍 وتقطع التعلق بمن لا يملكون شيئًا ولا يقدرون على شيء إلا بما أقدرهم الله عليه، 
ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكوه لغيرهم؟
📌وقد ضرب الله تعالى مثلاً لمن يعبد إلهًا واحدًا هو الله - عز وجل -
ومن تنازعه آلهة شتى يستعبدونه ويمزقونه.
💫قال الله تعالى: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) }[الزمر: 29].

📍"يضرب الله المثل للعبد الموحد، 
📍والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضًا فيه،
🔆 وهو بينهم موزع؛ 
🔖ولكل منهم فيه توجيه، 
🔖ولكل منهم عليه تكليف؛ 
وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق؛ 
🔖ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة 
🔦التي تمزق اتجاهاته وقواه!
📍وعبد يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه منه، ويكلفه به،
فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح"..
🌲"هل يستويان مثلاً؟"..
إنهما لا يستويان.
📌وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال.
🔷 فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب
الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى؛ 
🔺لأنه يعرف مصدرًا واحدًا للحياة، والقوة، والرزق،
🔺 ومصدرًا واحدًا للنفع والضر، 
🔺ومصدرًا واحدًا للمنح والمنع، 
🔦فتستقيم خطاه إلى هذا المصدر الواحد.

 إفراد الله - عز وجل - بالتشريع والتلقي: 
🔗فإن الإيمان بوحدانية الله - عز وجل - وأحديته
توجب توحيده في الحكم والتحاكم والتلقي.
💫قال - عز وجل -: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } [الأنعام: 114]، 
وقال الله تعالى: { اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِض
ْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 106].
🔦فمصدر التشريع والتلقي هو الله وحده.
📍وكل تكليف يوجه إلى الإنسان يجب أن يكون في إطار ما شرعه الله - عز وجل - في كتابه الكريم أو على لسان نبيه "صلى 8الله عليه وسلم" القائل: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
🔦فلا يملك أحد من العباد أن يزيد أو ينقص أو يبدل في شرع الله عزوجل ما لم يأذن به الله تعالى.




No comments:

Post a Comment